كثيراً ما كتب عن تقاعس رجال الأعمال القيام بواجبهم تجاه هذا الوطن الذي يسهر على رغده وأمنه رجال هم في الحقيقة العمود الفقري لهذه النهضة المباركة التي بسببها صار لكثير من أبناء الوطن شأن في عالم الاقتصاد، مدن صناعية وأخرى سكنية وثالثة سياحية وأخرى.. وأخرى فالحمد لله أولاً وأخرا.
لن أكتب عن المتقاعسين فهؤلاء صاروا في عداد الميتين لكل ما يهم الوطن والمواطن، ولكني أكتب عن هؤلاء الذين يساهمون بزعم أنه عمل وطني واجب عليهم المساهمة فيه ولكنهم من الغد يأتون يسألون عن مردود لهذا الموقف الوطني أو ذاك..!! يدفعون بزعم أنها مشاركة يمليها عليهم ضميرهم الحي والذي يعي هذه المسؤولية الوطنية وأنهم بدون هذا الوطن لا يعدون شيئاً، ويفاجئونك من الغد بأصواتهم العالية التي لا يمكن أن يفهم منها إلا أنها أصوات المن والأذى لهذا الوطن ومؤسساته العاملة ليلاً نهاراً من أجل استقراره ورغد عيش أهله، يساهمون بنزر يسير يسير جدا في عمل مردوده أول ما يكون عليهم وعلى تجاراتهم ويطالبون بما يسمونه في عرفهم المردود المعنوي، يريدون تكريمهم من المسؤول الكبير فلان أو فلان يريدون أن تكتب الصحافة عنهم وعن مواقفهم المشرفة تلك أو تسبغ عليهم أعلى نعوت الكرم والفضل والإحسان..!! سبحان الله متى كان رد جزء من الجميل كرماً أو إحساناً..؟ متى يكون العمل من أجل الوطن عملاً يجب أن نأخذ عليه الأوشحة والنياشين..؟ إنني لا أريد أن تبخس الحقوق ولا أن تقلل الجهود ولكن الذي لا أريده أن يعلو صوت المن والأنانية على صوت الوطنية والمسؤولية الاجتماعية التي لا فضل لنا فيها على وطن هو ملئ السمع والبصر، وطن ولا كل الأوطان.. وطن يكفي أنه قبلة المسلمين ويحتضن أقدس البقاع وأطهرها.. وطن نفاخر بانتمائنا إليه، ولذا فمهما عملنا من أجله تبقى جهودنا صغيرة فيا معشر التجار إياكم والمن على الوطن فمهما عملتم فلن توفوه حقه.
تحية إجلال وإكبار لكل عامل علمناه أو جهلناه فالله وحده المطلع وهو وحده المجازي وجزاءه خير جزاء ينتظر.