Al Jazirah NewsPaper Monday  28/07/2008 G Issue 13087
الأثنين 25 رجب 1429   العدد  13087
ما قبل وما بعد؟!
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

تكون أو لا تكون.. تكاد تكون السمة الفعّالة (الطاغية) التي يتنازعها أفراد مجتمعنا (الحيوي)، الذي لم يعد قادراً على تحمّل المجاملات والمفاجآت (السريعة) حلوها ومرّها.. فكان ولا يزال الخلود الأبدي (المصلحي) لهؤلاء الذين راهنوا على تلك اللحظة... لحظة التتويج والتسريح! اللحظتان الزمانيتان الفاصلتان بين المدح والذم، الحب والكره، التركيز والتهميش؛ فطوبى لكل من اجتهد في عملية الفصل (العزل) بين هذين الصنفين.

لا أريد الخوض في مسألة التصنيف (التنتيف) فأرتكب الجناية التي سبق أن حذّرت منها مراراً وتكراراً، لعلي أسهم بتواضع في عملية تصحيح المسارات المعرفية لهذا المفهوم العائم.

يتعارك البعض باستمرار وبلا توقف؛ عراكاً صاخباً دون (الشفاعة) بشقيها المنطقي والعاطفي، ترسيخاً لمعناها الشامل كمفهوم (أيديولوجي) ينبثق من صميم النفس الإنسانية، تكرسه أغلب القيم والأعراف الدينية والاجتماعية (الخُلقية)، إذْ يرتفع منسوب هذه (الشفاعة) وينخفض حسب الحاجة إليها، فالكل يرسمها حسب (الأنا) ووفق ما تشتهي نفسه، المشكلة أن بعض المسؤولين قد لا يجيد التعامل معها بالشكل الصحيح فيوقع نفسه في إحدى الكماشتين: إما محاربة النظام أو كره الناس، وكلاهما أصعب من الآخر؛ ولن يبرز الأخير إلا بعد التقاعد، وبالأخص عندما لا يحسن صاحب الحل والعقد التعاطي مع هذه الطلبات (الشفعية) ليقصرها على فئة معينة محددة ويحرم السواد الأعظم منها ليحدث بعد ذلك (الكساد) الإداري، وحتى هذا الأمر يجب أن يتحكّم فيه النظام والقانون (المعرفي) للابتعاد قليلاً عن العشوائية التي لا تخدم أحداً في هذا المضمار.

يعاني الكثير من المسؤولين ممن يعشقون الأضواء والجماهير من نفور جميع هذه المعطيات بعد فترة إمساكهم بزمام الأمور، لا لشيء سوى أمر واحد بسيط وهو عدم وجود مصلحة ذاتية (متبادلة) يمكن أن يقدّمها المسؤول (سابقاً)، إذ تنخفض نسبة الاستفادة منه مع مرور السنين وتقادم الأزمان، إلا من استطاع منهم أن يصنع له وجاهة تخوّله لاستعادة صلاحياته ومزاياه (السابقة)، إلا أن بلوغها أصعب بكثير من الوصول إلى ذلك المنصب الذي تدور حوله - في الغالب - الحكايات والأساطير (التكهنية) التي اعتاد على نسجها (فرسان المجالس)، إلا أن الحقيقة ستفرض نفسها لا محالة.

حقيقة مرة تعلو أمامنا باستمرار ونتجاهلها ولكنها لن تتجلّى إلا عندما تفتأ أو يزول سببها، سمة خطيرة ألقت بظلالها المنيعة لتتقي كل محاولة لنبشها أو إزالة الغبار عنها حتى تكون (أَنتَ) أو لا تكون.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7448 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد