كلما سمعت بعمل انتحاري تذكرت دولة الحشاشين التي أسسها حسن الصباح في قلعة (آلو مون) أي تدريب الصقر. وهي دويلة اشتهرت بكون أفرادها أو المنتمين إليها يقدمون على الانتحار كما يأمرهم زعيمهم الصباح، وقد أقام هذا الرجل دولته في القلعة المذكورة وكان قد اكتشف تأثير الحشيش وخصوصاً زهرة القنب التي كان يموجها بالماء بعد أن يدعي القراءة عليه، وكان يقدمه لزعماء القبائل والأرياف ويقول لهم إنني على استعداد لأن أريكم الجنة قبل الموت فمن تبعني سأضمنها والعياذ بالله له تماماً كما كان يفعل الرهبان الأوروبيون بتقديم صكوك الغفران لمن أطاعهم، وكان حسن الصباح قد اتخذ قلعة (آلمو مون) مقراً ومستقراً له وكانت القلعة تؤدي عبر سرداب طويل إلى واد مغلق وخصب وتنبت فيه جميع الإزهار والرياحين والأعناب وأضاف إليه ساقيه من خمر وساقيه من لبن وساقيه من عسل واستجلب فتيان من جميلات فارس ليكن على زعمه هن حوريات الجنة، وكان إذا ما ثمل زعيم القبيلة أو القرية أخذه من يده وقال له هيا معي لأريك الجنة ثم يسير به عبر السرداب الذي أسماه الصراط المستقيم والعياذ بالله ثم إذا أشرف ذلك الزعيم على جمال الوادي أو الجنة المزعومة تركه ليستمتع - قليلاً بالجنة حتى إذا ما أيقن الصباح أن ذلك الزعيم القروي قد (طارت منه السكرة وجاءت الفكرة) أخرجه من الجنة وقال له اذهب حدّث قومك بما رأيت وأنا أضمن لهم هذه الجنة التي رأيتها رأي العين إذا ما اتبعوني.
كما كان حسن الصباح يركز على الفتيان ليريهم الجنة والحور العين المزعومتين ثم يطلب منهم أعمالاً انتحارية ضد معارضيه وكان منهم البطل المسلم الخالد صلاح الدين الأيوبي الذي حاول أن يغتاله حارسه الشخصي الذي كان من أتباع الصباح وقد انتشرت دعوته انتشار النار في الهشيم ولم لا فهو يري الجهلة الجنة أحياءً ويعدهم بها أمواتاً!!!
***
أقول تذكرت دولة الحشاشين حينما قرأت تحقيقاً مع إرهابي كويتي اسمه حسين الأحمد كان يعمل فناناً قبل التحاقه (بالجهاد الأفغاني!!) إذ قال في ذلك التحقيق إن الحشيش عند مجاهدي أفغانستان حلال حسب فتوى شيخهم وقد التحقت بمعسكر للمجاهدين فيه يتعاطى الحشيش 90 بالمئة من أفراد ذلك المعسكر وحينما سأل شيخ المجاهدين هناك عن هذا الأمر الذي يتنافى مع الإسلام قال له وعلى لسان الأحمد لكل زمان حكمه وعرفه والغاية تبرر الوسيلة وأن الحشيش حلال حلال (!!) وأنت حرّ في تناوله أم لا!! أما المعتقل الآخر خالد شجاع فقال إن تنظيمات العراق لا تقبل لا تمسح بأن يكون في صفوفها مقاتلون ولا تسمح لي مجاهد جديد إلى أن يمكثب أكثر من 72 ساعة حيث تدفعهم لارتداء الأحزمة الناسفة!! فقط وللقارئ هنا حق التفكير والتساؤل والسؤال كيف يصبح أبناؤنا قنابل لباعة البشر الكبار.