Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/07/2008 G Issue 13086
الأحد 24 رجب 1429   العدد  13086
في بيوتنا ديسكوات؟!
رمضان جريدي العنزي

بيوتنا أصبحت مدخلاً واسعاً للبث الفضائي الفضائحي، هذا البث الذي يملك سمية قاتلة بشكل تدريجي وبطيء، إن بعض هذه القنوات لديها رؤية سياسية واسعة ذات طيف واسع بعدم تنميه الإحساس والخلق النقي لدى كافة شرائح المجتمع العربي ولا تخلق لهم ثقافة توعية وتربويية وذوقية، إنها تعتمد استثارة العواطف،،،،

والغرائز الشيطانية وتوفر لهم جواً من الركض في دهاليز العتمة، فالحركات البهلوانية للجسد الأنثوي المرمري الفاتن شبه العاري يثير (الشياب) قبل (الشباب)، إن هذه القنوات تمارس البث اللا أخلاقي لتسويق برامجها من أجل الكسب المادي دون مراعاة الحد الأدنى من الذوق الاجتماعي والأسري العام، إنها تعني مزيداً من تدمير مستقبل وأخلاقيات ومفاهيم الأمة من خلال مفهوم برامجي أعوج، إن الصراع الحاد والشرس بين هذه القنوات لكسب أكبر شريحة من المتلقين خلق نوعاً من الفوضى الأخلاقية والفوضى الإنسانية والفوضى البرامجية، وأوجد مزيداً من الفكر الهلامي التدميري، إن الجوع المادي عند هذه القنوات تحول إلى جوع دائم وشراهة طبعت سلوك هذه القنوات بطابع الخلق (المشين). إن حمى المنافسة حامية الوطيس بين هذه القنوات أوجدت شرخاً كبيراً وهائلاً في القيم الإنسانية ودفعت بأكثر هذه القنوات إلى الارتزاق (البشع) على حساب القيم والمبادئ وأصبح لدى هذه القنوات (ذكاء) خارق تعرف من خلاله أصول لعبة البث الفضائي من خلال انتقائية خاصة لنوعية من البرامج المستهدفة لشريحة كبيرة جداً من المجتمعات العربية التي يجب ويفترض أن يبث لها برامج مقننة وهادفة بعيداً عن التفكير في كيفية هدم الذوق العام لهذه المجتمعات العربية، وأن تحافظ هذه القنوات على أكبر قدر من العرف الإنساني والعرف الأخلاقي والعرف التربوي لجيل يفترض أن يصنع له مستقبلاً ذا أسس قوية متينة غير قابلة للانكسار أو الذوبان، إن رسوخ الثقافة المادية والارتزاق غير المشروع والابتزاز المكشوف لهذه القنوات هو في حقيقة الأمر يفسّر لنا حقيقة واضحة لا لبس فيها بأن ضمائر هذه القنوات نائمة في سبات عميق في ليل سرمدي طويل غير قابلة للاستيقاظ إلا ما شاء الله، إننا نريد من هذه القنوات أن تقوم في ما بينها بتبني ميثاق شرف يحرّم البث الفضائي الفضائحي الحاصل الآن وأن تكثِّف جهودها من أجل فضاء نقي نظيف بعيداً عن هذا النزف البرامجي اليومي المقيت الذي لا يعطي المتلقي أدنى فائدة تذكر غير الشذوذ النفسي والأخلاقي والمرارة التي تعتصر قلوبنا وأرواحنا وتفيض من مسامات الجلد حسرةً وألماً، إننا نريد من هذه القنوات أيضاً أن لا تبث برامجها دون رقيب أو حسيب أو وعي ديني وأخلاقي رادع، إننا نريدها فضائيات للشحن الثقافي المعرفي التنويري الهادف لأمة عربية عظيمة عدداً وتاريخاً وجغرافية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد