يطرح البعض فكرة مدارس بلا أسوار، وهم يرون في ذلك إشارة رمزية إلى فك عزلة المدرسة الخانقة عن مجتمعها المحلي. من جهة أخرى هناك من يرى أهمية تعلية أسوار المدارس لمنع الطلاب من الهروب، وهذا توجه ينظر إلى المدرسة كما لو كانت سجناً، وينظر إلى الطلاب كما لو كانوا مساجين. لقد عجزنا عن أن نكتشف الأساليب التربوية التي تجذب الطلاب إلى المدرسة وتحبب إليهم البقاء فيها، واضطررنا إلى الحلول الدكتاتورية وهي تعلية الأسوار وقفل الأبواب. قد نحتمل أن يتسلق الأسوار طالب أصبحت مدرسته قذى في عينه، وقد نحتمل أن يتسلق الأسوار من يريد سرقة أسئلة اختبارات حلولها جاهزة، ولكننا لن نتحمل أن يتسلق أسوارنا معلمون ممن لا يعرفون عن التربية والتعليم سوى اسمها. أسوارنا التعليمية لسوء الحظ منخفضة إلى الحد الذي أغرى كل من هو غير مؤهل تربوياً بتسلقها، وإن أردتم الدليل فاحسبوا معي عدد معلمي الفيزياء غير المؤهلين تربوياً. إن مثل هذا الأمر هو الذي أفقد مهنة التعليم هيبتها وقللها في عيون بعض منسوبيها. أما آخر صور ضعف هيبة التعليم فقد ظهرت في الهبوط الهائل في سعر شهادة الثانوية العامة في السوق الأكاديمي. هذه الشهادة أصبحت تنافس الليرة اللبنانية.