Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/07/2008 G Issue 13086
الأحد 24 رجب 1429   العدد  13086

المنشود
آمال وطموحات!!
رقية سليمان الهويريني

 

أعجبتني عبارة جميلة مفادها: (وأنت تحاول فتح الباب، ربما لا يفتح ذلك الباب إلا آخر المفاتيح التي تحملها).. وهذا يدلل على أن تحقيق الطموحات والأهداف والأماني قد لا يحصل في الوقت المحدد أو المتوقع، بينما أنت تحلم أن تتحقق في أسرع وقت أو أدنى محاولة، بل ربما لا يتحقق إلا في وقت متأخر.. وفي كل حال، فإن تأخُّر الأمنيات مع إمكانية تحقيقها أمر يبعث على التفاؤل والأمل، والوصول إلى الهدف أو قريباً منه يُعتبر نجاحاً بلا شك، بشرط أن يكون الهدف واضحاً ومحدداً عبر خطوات مدروسة ودرجات متتالية، وخطط متسلسلة، كل حلقة منها توصل إلى حلقة أخرى.. ورغم أننا نحلم في كل وقت ونُشكِّل أحلامنا بألوان الطيف حتى لتبدو تلك الأحلام أقرب إلى المستحيل! إلا أن ذلك المستحيل لا يركن ويتمدد إلا في عقل العاجز وفكر الكسول وذهن المتواني.. ويُشكِّل حب السلامة قاسماً مشتركاً بين هؤلاء، والدعة نقطة التقاء بينهم، حتى تبدو معادلة تحقيق الآمال مستحيلة الحل لأن معطياتها غير صحيحة وأرقامها غير واقعية:

حب السلامة يثني عزم صاحبه

عن المعالي ويغري المرء بالكسل!!

وفي حين تجد المثابر يحقق أحلامه ويعيش نتائج طموحاته، ترى في المقابل من يندب حظه، ويُلقي عليه تبعات كسله وخموله وتوانيه، ويعيش وسط هالة من خيبة الأمل والإحباط، فضلاً عن السخرية والتهكم بجهود المتحمسين الساعين للتغيير لأجل التطوير والارتقاء.

وما وجدت علاجاً للإحباط عدا التصميم والإصرار ومعاودة المحاولة، والصبر، والعزيمة القوية وعدم التفريط بالحلم المشروع أو التخلي عنه حين يكون هدفاً مصيرياً أو طريقاً لتحقيق المنشود.

ويمكن للمرء تأجيل أحلامه حين يستشعر عدم ملاءمة الزمان والمكان أو الأشخاص، على أن يظل هاجس التمسك بتحقيق الحلم ملازماً له.. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة وأسوة حسنة حين لم يتخلَّ عن هدفه في فتح مكة، ولكن تمَّ تأجيل الفتح بصلح الحديبية، حتى عدَّه الله تعالى هو الفتح المبين { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} ولكنه لم يتوقف بل ظل هدفه وهاجسه فتح مكة، وتمَّ له ما أراد بالصبر والعزيمة والسياسة.. وهو وإن كان لم يرد بفتح مكة بناء دولة الإسلام، ولكن بما تُمثِّله للمسلمين كونها منزل الوحي ومنبع النور، ولوجود المسجد الحرام والكعبة المشرفة قبلة المسلمين، ومهوى الأفئدة.

إن مقابلة العوائق في مسارات الحياة ما هي إلا توطئة وتمهيد لتحمُّل مسؤوليات أعلى.. وهي في الحقيقة (تدريب) لحياة حافلة بالجد والمثابرة واختبار الإيمان بالقضاء والقدر والاستعانة بالله.

rogaia143@hotmail.Com

ص. ب260564 الرياض 11342

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد