عندما قررت حضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم في نسختها الأخيرة التي أقيمت في ألمانيا صيف 2006 ذهبت إلى ألمانيا قبل البطولة بشهر كامل على حسابي الخاص وتنقلت في المدن التي تستضيف البطولة، وكنت حريصا على تقديم مادة صحفية مميزة، وبالفعل زرت الفندق الذي سيقيم فيه لاعبو المنتخب السعودي والتقيت مدير الفندق حيث عرفت منه أن الفندق يقع في منتجع ريفي جميل يطل على مدينة صغيرة هادئة بعيدة عن الصخب والفوضى كما عرفت أن الفندق منتجع للمشاهير حيث سكن فيه على مر التاريخ عدد كبير من مشاهير السياسة والفن والثقافة والرياضة، ومن ضمن رواد الفندق في الستينيات الملك سعود بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، ثم انتقلت لفندق الإعلاميين السعوديين ووجدت ترتيبات خاصة للوفد الإعلامي، ثم التقيت بسفير حكومة خادم الحرمين الشريفين الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي وعملت معه حوارا موسعا وركزت على جانب استعداد السفارة لاستقبال الجماهير السعودية وتسهيل مهمة حضورهم لمباريات المنتخب، وقد عدت ونشرت التقارير وحوار الشبكشي وثلاثين حلقة عن قصة كأس العالم من أول نسخة إلى الأخيرة بتنسيق مسبق مع الزميل عيد الثقيل مسؤول التحرير ورئيس القسم الرياضي في جريدة الاقتصادية، وعندما عدت مع الوفد الإعلامي لحضور المونديال صدمت (من كلام السفير) فقد أكد لي أن السفارة وفرت تذاكر للجماهير وجميع الطلاب الموجودين في ألمانيا وجميع الطلاب الذين يدرسون في الدول الأوربية، وقال جندنا فريق عمل لتوفير التذاكر للجميع ووفرنا طريقة التواصل مع الطلاب على وجه الخصوص، وكانت الصدمة التي كشفت الواقع المرير هو عدم توفر تذاكر للمشجعين وعدم حصول الطلاب على تذاكر، وقد نشر الإعلاميون السعوديون معاناة الطلاب والمشجعين السعوديين ونشروا قصصا واقعية سردها الطلاب عن تجاهل السفارة لهم رغم اتصالاتهم عبر الهاتف وعبر الإنترنت، وكنت أتوقع أن تبادر السفارة بتقديم إيضاح للموقف في حينه ولكنها اختارت أسلوب اذن من طين واذن من عجين، ولا أعلم ماذا تم بهذا الخصوص خلال وبعد الحدث، ولا أعلم هل كان السفير ضحية فريق عمل ما يجمل.
أبها قبل وبعد الدمج
افتقد فريق أبها الكروي التنافس التقليدي فتأثرت رياضة عسير بأكملها، وعندما دخل ضمك كطرف أساسي للقاءات المنطقة التقليدية ارتفع مستوى الفريقين فشاهدنا أبها يصعد للدوري الممتاز للمرة الثانية على التوالي وضمك أصبح من أفضل فرق الدرجة الأولى ولا أستبعد صعوده الموسم المقبل.
المدن التي تفتقد للتنافس التقليدي تموت فيها الرياضة وتصبح شكلية بدون إثارة أو متعة وبدون تشويق وهذا ما حصل لرياضة عسير التي انطلقت بقوة قبل أربعين عاما، ووصل التنافس ذروته بوجود فريقي الاتحاد والأهلي في مدينة أبها وتحول الاسمين إلى صديق وفاروق ثم جاء القرار الكئيب بدمج الفريقين في فريق واحد مما أجبر الأوساط الرياضية في عسير لإدارة ظهورهم لهذا الفريق الذي حمل اسم الوديعة ثم تغير الاسم فيما بعد إلى أبها حاليا، ولكن الجمهور أو الوسط الرياضي وزع اهتماماته على أندية القمة (الهلال والنصر والاتحاد والأهلي) وهذا نتاج طبعي لأن قرار الدمج قتل الحماس والتنافس المثير بين الرياضيين في عسير وهذا الأمر لم يحدث في مدن أخرى حيث ظل فريقا أحد والأنصار في المدينة المنورة وهجر والفتح في الأحساء والطائي والجبلين في حائل ونجران والأخدود في نجران الحزم والخلود ويلاحظ وجود أندية تقليدية في مدن صغيرة مثل الرس ونجران وحائل التي لا تقارن بمدينة مثل أبها يوجد بها جامعة الملك خالد التي تشتمل على عدة كليات كل كلية بها مقومات ناد رياضي كامل ويكفي أن نقول: إن بالجامعة أكثر من عشرين ألف طالب عدا طلاب الثانويات العديدة في أبها ووجود ناد آخر كحاضن لهذه الطاقات الشابة قليل بل إن المدينة تحتمل ثلاثة أندية لا ناديين فقط.
قد تكون الفرصة في إنشاء أندية جديدة غير متاحة قياسا بالاهتمام الواضح من وزارة المالية التي تقتر على قطاع الشباب والرياضة رغم أهمية دور رعاية الشباب في الحفاظ على أبنائنا من أوكار الظلام وخوارج القرن، ولكن أمامنا حلول وبدائل حيث يوجد لدينا 153 ناديا مرخصة نظاميا وإذا وضعنا هذه الأندية تحت الدراسة الدقيقة نجد أن منها 12 ناديا في الدوري الممتاز و14 ناديا في الدرجة الأولى ومثلها في الدرجة الثانية بعد قرار رفع عدد أندية الدرجة الثانية يعني أمامنا أربعون ناديا تعمل وتنتج وتستثمر كل المعطيات والميزانيات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ونضيف لهم بالكثير عشرين ناديا تقدم نتائج جيدة في الألعاب المختلفة، والبقية محلك سر منذ سنوات ومجالس إدارات هذه الأندية لا تعمل ولا تقدم خططا بناء مستقبلي ولا تتيح الفرص لغيرها وأكثر إنجازاتها المفطحات وجلسات السمر في أروقة هذه الأندية.
ما الذي يمنع من تطبيق فكرة الصعود والهبوط للأندية التي تنام في العسل وتدخل بياتا شتويا لا يوجد من يوقظها وهناك أندية عديدة في المناطق تنتظر حلم الإشهار ومنحها فرصة الدخول في قائمة أندية الوطن المعتمدة.
لا نطالب بإغلاق أندية البيات الشتوي وإنما نطالب بوضع لائحة وضوابط واضحة بحيث الأندية التي لا يكون لها حضور طوال الموسم تحجب عنها الميزانية السنوية وتذهب الميزانية الموسم التالي للأندية التي تحت التأسيس، فإذا أثبتت وجودها استمر دعم الرئاسة العامة لها وإذا أخفقت تمنح الفرصة لأندية أخرى جديدة أو قديمة صححت وضعها ويكون التقييم لآخر عشرة أندية سنويا. أعتقد أن هذا واحد من الحلول التي من خلالها قد نصل لأندية طموحة تخدم منتخبات الوطن وتنقذ رياضتنا من أندية الظل التي لا تحقق شيئا من أهدافها الرياضية أو القافية أو الاجتماعية.
أشياء... وأشياء
* نتائج منتخبات السلة في كل الفئات السنية ما تجمل.... أين الخلل؟
* مساندة منتخباتنا جماهيريا في المشاركات العالمية مسؤولية الشركات والقطاعات السياحية فمتى يقومون بدورهم؟
* رئيس الاتحاد منصور البلوي الوحيد الذي استشعر المواطنة بتوفير التذاكر لعدد محدد من الجماهير في مونديال ألمانيا ولكنها ذهبت لزعيط ومعيط.
* منتخبنا قادم على مرحلة مهمة في التصفيات النهائية لكأس العالم لكرة القدم المقبلة في جنوب إفريقيا 2010
* ننتظر دعم رجال الأعمال للمساندة الجماهيرية في المباريات المقبلة في الداخلية والخارجية لبلوغ النهائيات للمرة الخامسة على التوالي إن شاء الله
* روابط الأندية الجماهيرية يجب أن تقف خلف منتخبنا من أول لقاء مهم أمام إيران والتعبئة الجماهيرية يجب أن يقودها رجال الإعلام
* مدينة أبها عاصمة السياحة السعودية بحاجة لناد آخر يستثمر الطاقات الشابة التي تتجه للمقاهي بدلا من الميدان الرياضي غير المتاح
* جامعة الملك خالد لم تقم بدورها في صناعة أجيال رياضية لتكون رافدا لأندية عسير ومنتخبات الوطن
* نجح مجلس إدارة أبها في اختصار المسافة والأزمنة حيث وقع مع المدرب المغربي الخبير بشئون الفريق وأحضر ثنائيا أجنبيا مميزا والثالث سيكون مفاجأة سارة لأبناء النادي
* عوامل النجاح متوفرة لفريق أبها الكروي وفي مقدمتها دعم أمير المنطقة المادي والمعنوي لذا من حقنا التفاؤل بالمرحلة المقبلة
* بعض الأندية المعتمدة رسميا لا نسمع بها طوال الموسم الرياضي... أين التقييم؟ أين المتابعة؟
* حرمان الأندية التي تعيش في بيات شتوي من الإعانة السنوية وتحويلها للأندية الموضوعة على قائمة الانتظار سيوقظ الأندية من سباتها أو يقدم لنا طاقات جديدة تغذي رياضة الوطن
* في كل منطقة على الأقل ناد واحد لا يقدم أي عمل ويقابله ناد يحلم بالترخيص فلماذا لا نجرب تبديل المواقع نهاية كل موسم بين الأندية النائمة والأندية المتوثبة؟.... أقول أتساءل ليس إلا.
alhammadi384@hotmail.com