(.. يفشل الناس أحياناً، ليس بسبب نقص القدرات ولكن بسبب نقص في الالتزام..)
زيج زيجلار (كاتب ومدرب متميز)
مَنْ منا - بصدق - وهو يعيش طقس الفشل في أي زاوية من زوايا الحراك الاجتماعي، فاجأ المقرَّبين إليه بقوله: فشلت.. ولله الحمد!!، لكي يكسر عندهم (الحاجز الوهمي) الذي ترسب في عقولنا، أننا قوم لا نفشل، وإذا فشلنا لا نعترف بذلك أمام ذواتنا فضلاً عن فضيلة إعلان ذلك أمام مَنْ نحب!!
هذه النظرة الفوقية والمتعالية نحو السيد (فشل)، تجعلنا وتجعل أبناءنا كائنات منهزمة، سرعان ما تنكسر وتضعف لياقتها الحياتية، عندما تلتقي ب(الفشل) من الوهلة الأولى!!
ليس في سطوري السابقة، أي شكل من أشكال التمجيد للكسل والتراخي أو الابتهاج بالفشل أو تبرير للإخفاق في أمر ما، إنما هي مكاشفة لواقعنا السلوكي تجاه (معوقات) قد تواجهنا يوماً ما في حياتنا، وهدفي من ذلك أن يكون الواحد منّا صادقاً مع ذاته عندما يعترف ب(الفشل).. ولكن قبل وبعد هذا الاعتراف، عليه أن يحلِّل أسباب فشله على رأي (زيجلار)، وأن يحدد موضع الخطأ الذي أدى به إلى الوقوع في فخ (الفشل)، هل هو نقص في (قدراته) أم خلل في (التزامه)؟ وبين (القدرات) و(الالتزام) مسافة للحلم الجميل بأن يكون أحدنا شيئاً مذكوراً في سفر النجاح والتفوق، وهل تعاملنا مع أبنائنا في المنزل ومع طلابنا في المدرسة والجامعة، يسمح لهم بأن يفرقوا بين (القدرات) و(الالتزام) إذا وقعوا - لا سمح الله - في الفشل يوماً ما!!
إن التفريق بين القدرة على توظيف (القدرات) ومعرفة مستوى (الالتزام) لدى الشخص هو - في نظري - لقاح نادر يقي من المرض العصري (فقر القدرات)، أكتب هذا وأبناؤنا الطلاب يعيشون فترة الاختبارات هذه الأيام، وهم يحيون لياليهم بالمذاكرة والاطلاع هروباً من الفشل.. ولكن هل يعرف أبناؤنا الفرق الحقيقي بين (القدرات) و(الالتزام).. وهل لديهم المقدرة الحقيقية لتحديد موقفهم من (قدراتهم) قبل (التزامهم) بما يوصلهم إلى طموحهم وهدفهم في الحياة؟
إذا عرفوا ذلك جيداً، فإنهم لن يقعوا فريسة سهلة للفشل وإن وقعوا - لا سمح الله - فإنهم - قبل الآخرين - سيكونون على (بصيرة) من حقيقة الأمر قبل أن تتجه إليهم أصابع الاتهام من قريب أو بعيد..
أخيراً..
بُني الطالب وأنت على أبواب الاختبارات تذكَّر جيداً أن ثقتك بقدراتك الذاتية ومستوى التزامك هما خارطة الطريق إلى النجاح والتفوق في حياتك.