تثار قضية المتقاعدين في الصحف من وقت لآخر، وأقصد تلك الفئة من المتقاعدين التي لا يزيد مرتبها الشهري التقاعدي عن (1725 ريالا) وعلى الرغم من كثرة الكتابات في هذه القضية فإنها ما زالت بدون حل. وينطبق عليها المثل (اسمع جعجعة ولا أرى طحنا) نعم أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، وربما انخرطت كتابتي هذه في سلة الجعجعة، فأنا واحد من أولئك الذين يحاولون نصرة تلك الفئة التي لم تعد تفي مرتباتها بمتطلبات المعيشة في يومنا هذا، إنني لا أملك إلا هذا القلم، فهي مأجورة إن شاء الله لأنها تساعد إنساناً على معيشة أبنائه وبناته. لقد حل علينا منذ سنتين ضيف ثقيل هو الغلاء، غلاء القوت وغلاء السكن، ونحن نغبط من قبل الدول الخارجية بغلاء سعر البترول، وما علموا أن غلاء سعر البترول يعود علينا بالضرر، فالبترول تصنع به مواد كثيرة نشتريها، فإذا قلنا لماذا الغلاء قالوا زادت أسعار البترول، فالأنابيب وغطاء أسلاك الكهرباء والإطارات ونقل المواد الغذائية من قبل السفن والطائرات والشاحنات كل ذلك وغيره يدخل فيه غلاء البترول، وإذا كان صاحب الدخل العالي والمتوسط يستطيع العيش في خضم الغلاء فكيف يستطيع العيش فيه صاحب مرتب (1725 ريالاً). إن كثيراً من الأسر اليوم تستقدم الشغالة الفلبينية ومرتبها (1500 ريال) يضاف إلى ذلك (6500) استقدامها وكلفة الإقامة في السنة (600) ريال أي أن المستقدم يدفع (1200) للإقامة، فإذا أضفنا قيمة الاستقدام والإقامة للمرتب خلال السنتين فإن مرتب الشغالة في الشهر هو (1821 ريالا) فهو يزيد على مرتب المتقاعد بـ(96 ريالاً)، مع أن الشغالة لا تدفع قيمة الأكل وتسكن بدون إيجار، إن صاحب الـ(1725 ريالاً) لا يعرف كيف يوزعها بين إيجار المسكن، وفاتورة الكهرباء، ومستلزمات الأسرة وبنزين السيارة، وفاتورة الهاتف النقال، لقد أصبحت السيارة ضرورة لا بد منها، ففي القديم يتوسط السوق البلدة ويستطيع رب الأسرة الذهاب إلى السوق على رجليه، أما اليوم فالوضع مختلف في المدينة والقرية، فالأحياء متباعدة، والسيارة هي الوسيلة لجلب ما يحتاجه رب الأسرة، ومع قلة الدخل يضطر صاحب مرتب (1725 ريالاً) إلى شراء سيارة قديمة تحمله عبئاً جديداً وتفتح عليه باب صرف لا يستطيع إغلاقه، فبجانب البنزين الخراب الذي لا يقف عند حد، ومن الذين يتقاضون الـ(1725 ريال) شالح بن عيد العتيبي فلديه سيارة تشبه سيارة محجوب التي يقول فيها شوقي: