مثلت الشخصية الرسمية شأناً في زمن، وكان بعضنا يسعد لوجود منزل سعادته أو معاليه في الحيّ الذي يسكنُه، ويتصدر في المناسبات العامة والخاصة فينصت الحضور إلى توجهاته وتوجيهاته، وربما زاد آخرون بأن منحوا الحظوة لأقاربه ومعارفه وحتى سائقه الخاص وعامل القهوة بمكتبه.
* واليوم بات أكثرنا لا يعرف أسماء وكلاء الوزارات، وربما بعض الوزراء، إذ لم يعد دور القطاع الحكومي كما كان عليه، وليس لمسؤوليه نفوذُ أسلافهم ووجاهتهم وحصانتُهم التي أحاطت بهم فحمتهم من النقد والمساءلة.
* ليست الوظيفة العامة شرفاً ولا ترفاً، ولا يعنينا من معاليه اسُمه أو وسُمه، بل انعكاسات أدائه على حياة الناس ومصالحهم، وضمن وفد حكومي بقرى عسير تسابق الناس لتكريم الدكتور ناصر السلوم - وكان وكيل الوزارة حينها وفي الوفد من هو أعلى منه مرتبة - وشهد الجميع ما يكنه له أهل تلك القرى النائية لما قدّمه لهم - في إطار وظيفته - من خدمات لتعزيز شبكة الطرق، في حين تتوارى صفوف الانتظار عن كثيرين (كانوا مهمين) بمجرد غيابهم عن الأنظار.
* سيذهب الجميع إلى بيوتهم، ولن يودعهم حتى الحارس على بوابات وزاراتهم، لكنها أعمالُهم ستبقى شاهداً لهم أو عليهم في الحياة الدنيا وحين {تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ}.
الوظيفةُ وعي لا وعاء.
ibrturkia@hotmail.com