Al Jazirah NewsPaper Friday  25/07/2008 G Issue 13084
الجمعة 22 رجب 1429   العدد  13084
مؤكداً أن قضايا الطلاق والمواريث وهضم الحقوق صارت ظاهرة .. رئيس محكمة القريات ل(الجزيرة):
توجيه قضايا التعزير لخدمة المجتمع ليس أحكاماً بل أعمال بر وخير

القريات - خاص ب(الجزيرة)

أكد فضيلة رئيس محكمة القريات الشيخ إبراهيم بن جاسر الجاسر أن الأنظمة القضائية الجديدة فيها تسهيل وإنجاز لقضايا المواطنين، وأن القضاء يحظى باهتمام كبير من ولاة الأمر -حفظهم الله. وقال الشيخ الجاسر إن قضايا المخدرات والسرقات تتصدر قائمة القضايا المنظورة أمام المحكمة، وأن التأخير في نظر القضايا مرجعه رغبة القاضي في الإصلاح خاصة في القضايا الأسرية. واعترف رئيس محكمة القريات بارتفاع نسبة قضايا الطلاق والمواريث وهضم الحقوق، رافضاً - في الوقت نفسه- الأحكام التعزيرية التي توجه نحو تنظيف المساجد أو المشاركة في الأعمال الخيرية، وقال: هذه ليست عقوبات تعزيرية بل أعمال بر وخير. جاء ذلك في حواره مع (الجزيرة) وفيما يلي نصه:

* تعج المحاكم بقضايا متعددة ونزاعات بين الأفراد وكل يحاول أن يحشد الحق لمصلحته وللطرف الذي يمثله، كيف ترون كثرة القضايا في الوقت الحالي هل لتعدد مشكلات الحياة أم تغير طبائع النفوس؟

- إن كثرة القضايا في الوقت الحالي سببه الرئيس قلة الخوف من الله تعالى ثم تغير طبائع النفوس ومن ثم تعدد مشكلات الحياة.

* ما أبرز القضايا التي تواجهكم في المحكمة وهل هناك نسبة محددة لقضايا معينة يتم تجاوزها في الوقت الحالي؟

- أبرز القضايا التي تواجهنا هي قضايا المخدرات والسرقات ومن ثم قضايا الدَين.

* من كثرة عرض القضايا عليكم والنظر إلى وجوه أصحابها، هل ممكن للقاضي أن يعرف الحق من وجوه المتنازعين.

- نعم ممكن للقاضي أن يعرف الحق في كثير من القضايا من خلال وجوه المتنازعين وهو ما يسمى بالفراسة وقد تساعد القاضي على إحقاق الحق وإيصاله لأهله لكن لا يجوز له أنه يحكم بذلك فقط حيث إن هناك قواعد شرعية يسير عليها القاضي.

* الحديث عن تأخير نظر القضايا في المحاكم بات أمراً ملحوظاً فهل هذا صحيح؟! ولماذا يتم تأخير النظر في القضايا؟

- في نظري أن التأخر في نظر القضايا تأخر نسبي ويختلف من محكمة لأخرى حسب كثرة العمل وقلته، كما أن هناك قضايا كبيرة كقضايا القتل أو نزاعات بين ورثة على تركة يستلزم نظرها طلب من الورثة كصكوك حصر إرث ووكالات ونحو ذلك ربما يتأخر باستكمال ذلك أصحاب الشأن فيكون سبباً في تأخر القضية كما أن بعض القضايا خاصة التي بين الأقارب قد يتعمد القاضي تأخيرها نسبياً بأمل الإصلاح لأنه خير من الحكم وله أثره في صلة الرحم وعدم القطيعة ولا يخفى كتاب عمر لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما.

* القاضي والداعية كلاهما ينظر إليه الناس بإجلال واحترام وينشدون فيه الحق، فهل هناك فرق بين القاضي والداعية ومتى يكون الداعية قاضياً، والقاضي داعية؟

- نعم، هناك فرق بين القاضي والداعية، فالقاضي هو من كُلف من قبل ولي الأمر بالقضاء، أما الداعية فمقتصر على الدعوة وكل قاضٍ داعية وليس كل داعية قاضياً.

* الحديث عن قضايا الطلاق والمواريث وهضم حقوق النساء بات أمراً ظاهراً، فهل صحيح أن قضايا الطلاق زادت عن النسبة المعقولة وما سبب ذلك؟

- نعم، قضايا الطلاق والمواريث وهضم حقوق الناس بات أمراً ظاهراً وسببه كما قلت آنفاً قلة الخوف من الله مع الجهل لدى كثير من الناس في أحكام الشرع بذلك، كما أن نسبة الطلاق قد زادت عن النسبة المعقولة وسبب ذلك البعد عن تعاليم الإسلام ابتداء من اختيار أحد الزوجين للآخر ومروراً بشروط النكاح وتكاليف الزواج، وما يحصل في الحفل من أمور محرمة وإسراف ونهاية بعدم معرفة كلا الزوجين بالحقوق الشرعية التي تجب عليه تجاه الآخر.

* يواجه القاضي الغرائب من القضايا وتصرفات بعض المتنازعين ما هي أبرز الغرائب؟

- إن من الغرائب التي تواجهنا خاصة في السنوات الأخيرة كثرة عقوق الوالدين من قبل الأبناء خاصة للأمهات وتقديم شكاوى منهم ضد أبنائهم وسبب ذلك المخدرات.

* لجان الإرشاد الأسري وإصلاح ذات البين هل باتت أمراً ملحاً في كل محكمة؟

- أرى أن الإرشاد الأسري لإصلاح ذات البين يكون أفضل خارج المحكمة وقبل أن تصل القضية إلى المحكمة، لأنها إذا وصلت إلى المحكمة قد تصعب نفوس المتخاصمين وأحياناً تكون الشكوى تزعل الطرف الآخر مما قد يعقد القضية أكثر، فلو كانت خارج المحكمة كانت أسمح للنفوس والواقع يؤيد هذا.

* القضايا التعزيرية هناك من يوجهها الآن في إطار خدمة المجتمع مثل تنظيف المسجد أو المشاركة في عمل خيري، إلى أي مدى توافقون على ذلك؟

- أرى أن توجيه قضايا التعزير في إطار خدمة المجتمع مثل تنظيف المساجد أو المشاركة في عمل خيري غير مناسب، لأن هذه الأعمال ليست تعزيرية وإنما هي أعمال بر وخير وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يقوم بها وأصحابه رضي الله عنهم والصلاحون من بعدهم، ثم أنه لم يظهر لي أن فيها تعزيراً للجاني لا بدنياً ولا نفسياً والمقصود هو ردع نفس الجاني عن تكرار جرمه.

* كيف ترون الأنظمة القضائية الجديدة وإنشاء محاكم عمالية وتجارية ومرورية؟

- أرى أن الأنظمة القضائية الجديدة وإنشاء محاكم عمالية وتجارية ومرورية فيها تسهيل وإنجاز لقضايا المسلمين والواقع اليوم يفرض ذلك وكلها تستمد من الشرع.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد