Al Jazirah NewsPaper Friday  25/07/2008 G Issue 13084
الجمعة 22 رجب 1429   العدد  13084
الرؤى والمنامات
أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً
عايض بن محمد العصيمي

روى البخاري - رحمه الله - في صحيحه أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحدث أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلة (أي: سحابة) تنطف (أي: تقطر) السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون (أي: يأخذون بأكفهم) منها فالمستكثر والمستقل، وإذا سبب (أي: حبل) واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع، ثم وصل. فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي والله لتدعني فأعبرها (قال الراوي: وكان من أعبر الناس للرؤيا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعبرها.

قال: أما الظلة فالإسلام، وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر يعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر ينقطع به ثم يوصل له فيعلوا به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً) قال فوالله لتحدثني بالذي أخطأ، قال: لا (تقسم).

إذا كان هذا أبو بكر الصديق وقد أصاب وأخطأ، فما بالك بمن هم دونه؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى (10-693): (فليس من شرط ولي الله أن يكون معصوماً من الخطأ والغلط بل ولا من الذنوب، وأفضل أولياء الله بعد الرسول أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له عبر الرؤيا: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً). أ.هـ. كلامه.

لكن السؤال المتبادر للأذهان مباشرة عند قراءة هذا الحديث هو: فيما أصاب أبو بكر، وفيما أخطأ فيه في التعبير والتفسير لهذا المنام؟ هذا ما يكون مقالنا القادم في الأسبوع القادم أترككم في حفظ الله ورعايته.

***

وقفة :(يفقد أحد أصابعه)

رأى رجل في منامه أنه يقوم من نومه ويتفقد يديه وأصابعه فلا يجد في إحدى يديه أصبع له. فقال له من عبرها: تسدد جميع من يطلبك دين ومال إلا رجل واحد لا تستطيع سداده فيشكيك.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد