نعم إنها ظاهرة في كل جامع، يدخل خطيب الجمعة فلا يرى في المسجد إلا نفراً قليل لا يتجاوز وجودهم في ربع مساحة المسجد وما أن يكاد ينتهي الخطيب من الخطبة الثانية إلا ويرى بعض الحضور واقف ليس له مكان في الجلوس، قد امتلأ المسجد. ومن المعلوم أن هؤلاء المتأخرين لم يستفيدوا من الذكر الذي أمروا بالسعي إليه وخصوصاً إذا كان موضوع الخطبة مترابط يكمل آخره ما ذكره في أوله فإن المتأخر سينشغل بالبحث عن المكان ومن ثم صلاة تحية المسجد وقد فقد قبل ذلك خيرا كثيرا من نوافل العبادات من صلاة وتلاوة وذكر بل لم تكن الملائكة قد كتبت اسمه فيمن كتب قبل دخول الإمام، ولكن يمكن علاج هذه الظاهرة من خلال منبر الجمعة بتنبيه الخطيب على الأمور التالية:
أولاً: على الخطيب أن يحرص على أن تكون خطبته على عناصر أو محاور ليستفيد كل مستمع ولو عنصراً واحداً ومن يأتي متأخراً يكون قد حصل على شيء من هذا.
ثانياً: ما يريد الخطيب التنبيه عليه لعامة الحضور يحسن أن يكون في آخر الخطبة الثانية.
ثالثاً: نظراً لأن أكثر من يحرص على الحضور مبكراً للجمعة من أهل الخير والصلاح وفيهم من طلبة العلم والمشايخ فلو كانت الخطبة الأولى أميل إلى العلمية في الألفاظ والتحقيق والترجيح وذكر الخلاف في بعض المسائل ليكون ذلك أكثر تأثيراً وفائدة. وتكون الخطبة الثانية أميل إلى الترغيب والترهيب والتيسير والإنذار نظرا لحال كثير ممن يتأخر فإنهم يحتاجون إلى إيجاد الوازع والرادع أكثر من غيرهم.
رابعاً: على الخطيب تكرار الحث على الحضور مبكرين مرة بعد أخرى وبعبارة قصيرة تكون في آخر الخطبة ولو في كل شهر مرة.
خامساً: حث الحضور على الأسباب المعينة للحضور الباكر ومن هذه الوسائل عدم السهر، تلاوة سورة الكهف ليلة الجمعة، الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة، الاهتمام بحسن المظهر وذلك بإعداد الملابس ليوم الجمعة من ليلة الجمعة، ذكر فضائل يوم الجمعة.. أداء صلاة الفجر في المسجد ليوم الجمعة ليستمع إلى سورة ألم تتنزل السجدة، وهل آتى على الإنسان.. كم على الخطيب وهو من الأهمية بمكان أن يجتهد في إعداد الخطب المناسبة التي ترغب الناس في الحضور.
* حائل