«الجزيرة» - سلطان الجعيثن

طرحت أمانة منطقة الرياض النسخة الأولى لتوثيق نجاح تجربتها للعملية الانتخابية لأعضاء المجلس البلدي بمدينة الرياض خلال الفترة من 10- 10-1425هـ إلى 1-1-1426هـ.

واشتملت مجموعتها التي أصدرت على موسوعة شاملة لانتخابات المجلس البلدي في مدينة الرياض وكتاب (الانتخابات البلدية بمدينة الرياض).

وأوضح أمين منطقة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف بأن إعداد هذه المجموعة يهدف لتوثيق العملية الانتخابية بصورة شاملة ومميزة نظراً لما لها أهمية تاريخية للوطن وإبراز ما تشهده هذه المرحلة من خطوات تطويرية وإصلاحية شاملة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية ودليلاً على التطور الذي يشهده المجتمع السعودي وعلى حكمة التدرج في الإصلاحات بما تناسب وخصوصية مجتمعنا.

وتناولت الموسوعة تاريخ التجربة الانتخابية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- والذي وضع أولى صور الانتخابات وبخاصة في المجالس البلدية وذلك في عام 1343هـ تأكيداً على حقيقة الظهور المبكر للتنظيمات الإدارية التي بدأت في عهده بوصفها مرحلة مهمة في تاريخ بناء الدولة السعودية والتي أفضت بأمره -غفر الله له- بتأسيس ما عرف آنذاك (بالمجلس الأهلي) بمكة المكرمة عام 1343هـ عند دخوله لها كخطوة أولى نحو تنظيم العمل الإداري بمكة المكرمة والتي أفضت في نهاية العام التالي بصدور التوجيهات الملكية بانتخاب رئيس وأعضاء للبلدية في مكة المكرمة والتي كانت في حينها تلك المجالس مرتبطة في تنظيمها ومتابعتها بمجلس الشورى آنذاك والذي مكنها من تطوير لوائح تلك المجالس وإجراءاتها والأنظمة واللوائح الخاصة بطريقة الانتخاب الخاصة بها التي أفضت إلى صدور نظام الانتخابات العام في عام 1357هـ والذي جاء مفصلاً وواضحاً إنبنى على أول تجربة سعودية امتدت لقرابة 13 عاماً.

وسجلت الموسوعة بأن تاريخ الانتخابات في المنطقة الوسطى وخاصة في الرياض لم تظهر سوى في عام 1384هـ وجرى تجديده في عام 1387هـ وكانت تلك التجربة التي أشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قبل 41 سنة وكان يقوم بجولات تفقدية على الدوائر الانتخابية والتأكد من سير عملها لإتاحة الفرصة للمواطنين بأن يعبروا عن آرائهم ويسهموا بدورهم في تسيير دفة الأمور بهذه البلاد مسجلة نجاحاً من خلال إقبال المواطنين على الانتخاب والترشيح.

وأشارت الموسوعة بأن المجالس البلدية دخلت طور الاضمحلال نتيجة للتطور الإداري السريع الذي كانت تشهده المملكة في الثمانينات والتسعينات الهجرية حتى تم تأسيس وزارة الشئون البلدية والقروية سنة 1395هـ وصدور نظام البلديات في عام 1397هـ والتي أوكلت للإشراف على المجالس البلدية لتصبح من اختصاص الوزارة لتسجل التجربة الحاضرة بعودتها أول تجربة انتخابية تتولاها الوزارة من خلال تنظيم أدق وشمول أوسع ورؤية إستراتيجية أكدت نجاحها كما فصلتها الموسوعة

وتناول الإصدار في أكثر من 600 صفحة في تقسيماتها تفاصيل ومراحل العملية الانتخابية الأولى التي تمت في تلك الفترة وتوثيق جميع مراحلها التي تمت ابتداء من التنظيم الإداري والإجراءات العملية وتقسيم الدوائر الانتخابية وتقييد الناخبين والمرشحين وفرز الانتخابات والحملات الانتخابية ولوائحها وأنظمتها ومراقبة الانتخابات وردود الأفعال للتجربة الانتخابية من مسئولين ومثقفين وخبراء دوليين وأصدائها في وسائل الإعلام المختلفة.