جاكرتا - واس
بحضور فخامة الرئيس الإندونيسي الدكتور سوسيلو بامبانق يوديونو، اختتمت أمس مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن والسنّة النبوية، وذلك بالقصر الجمهوري بالعاصمة جاكرتا.
وبدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، إثر ذلك تحدث وزير الشؤون الدينية بإندونيسيا محمد بسيوني عن سير برنامج المسابقة ثم أعلن عن أسماء الفائزين.
بعد ذلك ألقيت كلمة راعي المسابقة نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا عبدالرحمن خياط فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين..
فخامة الرئيس الحاج الدكتور سوسيلو بامبانغ يودويونو
أصحاب الفضيلة العلماء
أصحاب المعالي الوزراء
من أرض الحرمين الشريفين أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله تعالى لفخامتكم الصحة والعافية، وللشعب الإندونيسي الشقيق الأمن والاستقرار واطراد التقدم والازدهار.
فخامة الرئيس..
لقد منّ الله جلّ جلالته على أمة الإسلام أن أنزل خير كتبه على أفضل رسله ، فنزل القرآن الكريم على محمد بن عبدالله الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وتكفل بحفظه فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ورغب رسولنا صلى الله عليه وسلم المسلمين في العناية بتعلمه وحفظه فقال عليه الصلاة والسلام (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وإن من توفيق الله للمؤمن أن يجعله من أهل العناية بكتاب الله حفظاً أو تكريماً لحفظته، مما ينتج عنه تشجيع الآخرين للاشتغال بتعلمه وتعليمه، وحفظ وتدبر معانيه، وإننا لنرجو يافخامة الرئيس أن تكون هذه المسابقة التي ترعون حفل ختامها اليوم، وتكرمون الفائزين فيها من القربات التي يتقبلها الله تعالى ويعظم فيها المثوبة والأجر لنا ولكم ومن أسهم في إنجاحها.
فخامة الرئيس..
إن احتضان جمهورية إندونيسيا لمسابقة سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن وتجويده الأولى على مستوى دول آسيا، وحرص فخامتكم على استضافة المتسابقين من كل دول المنطقة، ورعايتكم الكريمة لحفل ختامها لهي دلالة على حرصكم الشديد على التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به في قوله: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} كما أنه تأكيد على متانة العلاقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإندونيسية حكومات وشعوباً، فبعد تفضلكم في العام الماضي برعاية هذه المسابقة المباركة على مستوى الجمهورية الإندونيسية، وإبداء رغبتكم في توسيعها لتشمل دول آسيا، ها انتم بحمد الله تتفضلون برعاية المسابقة للمرة الثانية وترون الثمرات المباركة لهذا العمل المبارك الذي نتمنى أن يتواصل لما فيه من الخير والمنفعة العظيمة، وشكر الله لكم رعايتكم وجعلها في ميزان حسناتكم.
ولايفوتني يافخامة الرئيس أن انقل لفخامتكم تحيات أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والشعب السعودي وتمنياتهم لكم بالصحة والعافية، وللشعب الإندونيسي الشقيق باستمرار التقدم والازدهار.
وقبل الختام أهنئ الفائزين في المسابقة بجميع فروعها، وأحيي جميع المشاركين، وأرجو لهم التوفيق والسداد وأوصيهم جميعاً بأن يكونوا ممن يحفظ كلام الله ويلتزم بأوامره، ويتجنب نواهيه، ويتأدب بآدابه.
كما أشكر جميع اللجان التي أسهمت في إنجاح هذه المسابقة في الجهات الرسمية الإندونيسية وفي سفارة خادم الحرمين الشريفين، وأرجو للجميع التوفيق والسداد..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى فخامة الرئيس الإندونيسي كلمة عبّر فيها عن شكره وتقديره لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله- كما شكر القائمين على هذه الجائزة على ما بذلوه من جهد وعناية لهذه المسابقة.
وأضاف فخامته أن هذه المسابقة إنما هي دليل على قوة العلاقة والروابط الأخوية بين المملكة العربية السعودية وإندونيسيا, مشيراً إلى أن المسابقة ستكون عاملاً قوياً في تقوية روابط الأخوة والعلاقة بين دول جنوب شرق آسيا.
كما أهاب فخامته بحفظة كتاب الله وسنّة رسوله بالاستمرار في الدعوة إلى الله أينما كانوا وأن يهتدوا بأسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة.بعد ذلك قام الحضور والمشاركون في المسابقة بالسلام على فخامته ثم قدم إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ سعود الشريم هدية نائب خادم الحرمين الشريفين وهي كسوة الكعبة المشرفة إلى فخامة الرئيس الإندونيسي.
وفي نهاية الحفل أكد فخامة الرئيس الإندونيسي في تصريح صحفي قوة العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا مبيناً أهمية المسابقة وأثرها على الشباب في دول جنوب شرق آسيا حيث إنه بها سيتم حفظ القرآن والسنة النبوية في الصدور.وأشار إلى أن المسابقة ستوحد الصف وتوثق العلاقة بين دول جنوب شرق آسيا والمملكة.ودعا فخامته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى زيارة جمهورية إندونيسيا، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستكون محل ترحيب من كل الشعب الإندونيسي.وفي الختام أيد فخامته فكرة التوسع في المسابقة حتى تشمل جميع دول آسيا.