Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/07/2008 G Issue 13083
الخميس 21 رجب 1429   العدد  13083
إلى جنة الخلد يا أبا هاني
بقلم: محمد بن علي المسلم

فُجعت كما فُجع الكثيرون مساء الأربعاء الماضي الموافق الثالث عشر من شهر رجب 1429ه برسالة جوال عن انتقال معالي الشيخ محمود بن عبد الله طيبة إلى رحمة الله تعالى والذي تمتد معرفتي بمعاليه (أكثر من أربعين عاماً) منذ العام 1385ه عندما التحقت بالعمل وتشرّفت بالعمل في الإداره العامة للصناعة والكهرباء حينما كان معاليه مديراً عاماً للصناعة والكهرباء، وخلال تلك الفترة حظيت الصناعة والكهرباء بمجموعة من المسئولين الذين عملوا مع معاليه مثل توفيق إبراهيم توفيق، رضا محمود أبار، بكري صالح شطا، وناصر محمد الصالح، (مع حفظ الألقاب) وكانوا (مع معاليه رحمه الله) يمثّلون خير تمثيل ما يُسمى ب(الإدارة بالحب)، وبمعنى آخر عشق الموظف للعمل، والعمل على إتقانه للعلاقة الطيبة والاحترام المتبادل وتقدير الجهد من قِبل المسئولين مما يجعل الموظف يقدّر رؤساءه ويعطي بكل ما يمكنه من طاقة.

عرف - رحمه الله - بطيبة وحسن خلقه، وتعامله مع الجميع بتواضع، تراه مبتسماً، ولا تخرج منه كلمة نابية ويعطي كل ذي حق حقه، تراه في كل تصرفاته يطبِّق عملياً خلق المسلم. لقد كان - رحمه الله - ورعاً تقياً يخاف الله في كل أعماله ولا يحب المظاهر والظهور الإعلامي وكان محباً للخير والأعمال الخيرية وله دور كبير في إنشاء المؤسسات الخيرية وإنشاء المساجد ودور الأيتام داخل وخارج المملكة حتى أصبح بحق (أبو الأيتام).

لقد كان - رحمه الله - رائداًً من رواد الصناعة والكهرباء، حيث يحسب له دوره في تنمية الصناعة بالمملكة في بداياتها، وإنشاء مركز الأبحاث والتنمية الصناعية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، (اليونيدو)، والتي تحولت إلى الدار السعودية للخدمات الاستشارية وكانت الذراع اليمنى (الفنية) لوزارة الصناعة والكهرباء فيما بعد، والتي كان لها الدور الرائد في إنشاء والإشراف على المدن الصناعية بالمملكة، كما قامت بالعديد من الدراسات الصناعية المتخصصة، ولم يقتصر دورها على ذلك فقط وإنما أيضاً خرَّجت العديد من المسئولين وكذلك رجال الأعمال البارزين في المملكة.

كما يذكر لمعاليه دوره في قطاع الكهرباء سواء عندما كان مديراً عاماً للصناعة والكهرباء أو محافظاً للمؤسسة العامة للكهرباء والتي كان لها دور في إنشاء العديد من محطات الكهرباء المركزية لإنارة القرى والأرياف وإنشاء شركات الكهرباء الموحدة، وهو بهذا رائد الصناعة والكهرباء في المملكة وشيخ المهندسين، حيث إنه من أوائل المهندسين السعوديين في الكهرباء والميكانيكا.

لقد كان منظر المودعين والداعين له في مقبرة المعلاة مؤثِّراً وتذكّرت حينها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الناس شهداء الله في أرضه).

نسأل الله تعالى ألا يحرمه من الدعاء الصالح وأجر ما قدّم من أعمال خيرية، وأن يجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأن يجمعنا وإياه ووالدينا والديه في جنات النعيم. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}



musallammisc@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد