Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/07/2008 G Issue 13083
الخميس 21 رجب 1429   العدد  13083
الملك عبدالله الأحق بجائزة نوبل (3-3)
بقلم: خالد المالك

تساءل الزميل علي سعد الموسى في مقال نشر له بصحيفة الوطن في الثامن عشر من شهر أكتوبر من عام 2007م: أين مؤسساتنا العربية والإسلامية عن ترشيح الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجائزة نوبل؟! مؤكِّداً أن خادم الحرمين الشريفين يستحق التفاتة الترشيح عطفاً على سيرته الذاتية الثرية. ويتساءل الدكتور نيفل رسل (Dr. neville Russell) وهو كندي الجنسية ويعمل استشارياً ورئيساً لقسم جراحة المخ والأعصاب في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في جلسة جمعته بزملائه وأصدقائه، كيف يمر حدث مهم كتبنِّي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار العالمي بين أتباع الديانات دون استثمار هذا الحدث في العمل على ترشيحه لجائزة نوبل للسلام بحكم أنه الأحق بها والأجدر بالحصول عليها.

***

وإذا علمنا أن عبدالله بن عبدالعزيز هو صاحب المبادرة التاريخية لحل الخلاف بين العرب وإسرائيل التي أصبحت فيما بعد مبادرة عربية أقرت في مؤتمر القمة العربية في بيروت وتم التأكيد عليها في مؤتمر القمة العربية في الرياض، وأنه صاحب دعوة عقد المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب بالرياض، بما في ذلك إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون العاملون فيه من المتخصصين ليتصدى للإرهاب بكل أشكاله؛ مبدياً التعاون مع الجميع للقضاء عليه في أي مكان، وحين يتبين لنا أيضاً أن عبدالله بن عبدالعزيز - لا غيره - هو من وفَّر مظلة اجتماعات عدة للمصالحة من خلال لقاءات تمَّت في مكة المكرمة بين الفرقاء في فلسطين والصومال والعراق، أدركنا أن هذه تؤهله وحدها للحصول على جائزة نوبل للسلام، فكيف إذا كان خادم الحرمين الشريفين قد تبنى عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بمكة المكرمة، والحوار العالمي بين الأديان في مدريد، والحوار الوطني في عدد من مدن المملكة، وغيرها، وكلها أو بعضها يجعل من ترشيحه للجائزة حقاً مكتسباً بلا مِنَّة من أحد.

***

ذلك شيء مما تتفق الآراء عليه لمنح جائزة نوبل للسلام للملك عبدالله بن عبدالعزيز، والجائزة (كما هو معروف) تحيط بعض الترشيحات للفائزين بها بشيء من الشكوك، وبخاصة حين نستعرض بعض أسماء الفائزين بها، حيث لا يمكن لنا عند التدقيق والتمحيص أن نستثني الدور السياسي الخفي في توجيهها أحياناً لغير مستحقيها، مع استبعاد أولئك الذين يتمتعون بأهلية الاستحقاق من أن يفوزوا بها مع وضوح كل الأدوار التي لعبوها من أجل السلام والخير وخدمة الإنسانية على امتداد العالم، وبين هؤلاء وفي مقدمتهم عبدالله بن عبدالعزيز.

***

لقد توفي الفريد نوبل منذ مائة وعشرين عاماً معتقداً أنه باختراعه للديناميت سوف يسعد البشرية، وإذا به يكتشف في النهاية أن الأمر لم يكن كذلك، وبالتالي فإن جائزته للسلام هي محاولة منه لنشر ثقافة السلام، وتجنب إيذاء الإنسان لأخيه الإنسان، وعدم استخدام الديناميت وغيره من المتفجرات والأسلحة الأخرى إلا للأغراض السلمية، وتشجيع كل المبادرات الخيّرة التي تكون هذه أهدافها، فهل هناك من مبادرة سلمية ولو واحدة تدور في هذا الإطار وتتفوق على مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز أو تماثلها، إلا إذا كان توجيه الجائزة يتناغم فقط والنزعة السياسية ذات الأغراض والأهداف المشكوك في موضوعيتها وحياديتها وملاءمتها لما كان يفكر به صاحب الجائزة من أنها ستمنح لأكثر من يكون قد أفاد البشرية في مجالاتها، بأمل إخضاع الديناميت وغيره من المتفجرات وتطويره لأغراض سلمية.

***

ومع أنه من غير الواضح (كما يقول نوري المرادي - جائزة نوبل: تاريخ وخصوصية) معرفة ماهية الآلية التي وضعها نوبل شخصياً لعمل لجان جائزته، ولا كيفية الترشيحات، حيث إن جميع أعمال اللجان تتسم بالسرية بشكل كامل، وأعضاؤها لا يحق لهم الاستقالة أو الانسحاب باعتبار أن تكليفهم بأمور الجائزة هو تكليف مدى الحياة، وما يعنينا هنا هو جائزة السلام التي تقرر الفائزين بها بواسطة البرلمان النرويجي، فيما يشرف عليها المعهد النرويجي، ويتم اختيار أعضائها الخمسة من المعاهد المختلفة، بخلاف بقية الجوائز التي تتألف لجانها من المعاهد الأكاديمية المتخصصة في السويد وليس النرويج بواقع خمسة أو ستة أعضاء، على أن هناك استبيانات يزود بها أعضاء المحاكم الدولية وأساتذة الجامعات العالمية والفائزون السابقون بالجائزة وبعض المسؤولين في الحكومات وأعضاء لجنة جائزة نوبل للسلام وغيرهم للتعرف على أسماء مرشحيهم للفوز بالجائزة؛ لتحال بعد ذلك إلى اللجان لترشيح من يقع الاختيار عليه للفوز بالجائزة.

***

إن مسؤولية الأجهزة المعنية في العالمين العربي والإسلامي أن يكون لهما حضورهما في مثل هذه المناسبات، بمعنى الا تنكفئ على نفسها، بل إن عليها أن تصمم على اقتحام هذه الميادين بثقة، وأن تقدم مرشحيها في كل مجال من مجالات الجائزة، فلدينا علماء وأطباء واقتصاديون وأدباء ودعاة سلام، ولا يمكن اختصار رموز السلام في عالمنا العربي بالرئيس أنور السادات والرئيس ياسر عرفات، فالأمة العربية تملك أعداداً من محبي السلام، والداعين له، والسائرين على خطاه، دون تفريط بالحقوق العربية المشروعة، وبين هؤلاء عبدالله بن عبدالعزيز الذي يدعو إلى السلام ويشجعه ويدعمه ويناصره، مع تمسكه وعدم تفريطه بالحقوق العربية التي تقرها المواثيق الدولية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد