Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/07/2008 G Issue 13083
الخميس 21 رجب 1429   العدد  13083
أضواء
عبدالله بن عبدالعزيز مفكراً
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في عصر العولمة الذي نعيشه لم تعد القيادة السياسية لبلد ما تحصر اهتماماتها على ما يجري ضمن حدود القطر الذي تديره وتشارك مواطنيه العيش والاهتمام، ولا يقتصر الاهتمام والمتابعة الفضاء الإقليمي وحتى القاري، فالقادة المؤثرون يمتد تأثيرهم إلى أبعد نقطة من الكون بمقدار الثقل الدولي لهذا القائد أو ذاك، وبمقدار تأثيرات بلاده على ما يجري في العالم وإسهاماتها في التغيرات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الدولية.

ومع أن القرار الدولي يكاد يكون مهيمناً عليه من قبل إدارة (القطب الأوحد) ونعني به الإدارة الأمريكية خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي إلا أن تشابك المصالح الدولية وثورة المعلومات خفف من هيمنة القطب الأوحد، وكشف بروز وظهور قيادات إقليمية أصبحت لقراراتها وجهودها تأثير واضح على آليات صياغة القرار الدولي بعد أن امتدت إسهاماتها الإيجابية في معالجة الأزمات والمشاكل التي يواجهها العالم المعاصر.

وبين القيادات السياسية الإقليمية التي برزت على الساحة الدولية إن لم تكن أبرزها وأهمها قياساً على الإسهامات التي حققت إضافات إيجابية على مسيرة العمل السياسي الدولي وعلى الفكر السياسي الدولي شخصية الملك عبد الله بن عبد العزيز، شخصية محورية يطلب رأيها، وإسهامات المملكة العربية السعودية التي تعتز وترتقي بقيادته الحكيمة لها في الكثير من القضايا والأزمات الدولية.

والواقع أن الرأي السعودي وبالذات رأي وموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحرص عليه من أهم المنظمات والهيئات الدولية والتجمعات الدولية، ومراكز الدراسات والقيادات الروحية والفكرية والسياسية، وقد لاحظنا كمراقبين سياسيين أن منظمة الأمم المتحدة بكامل فروعها المختلفة وأمينها العام السيد بان كي مون، وقبله كوفي عنان تحرص على التواصل والحوار مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما أن قادة الدول الكبرى والدول النامية والدول الإسلامية والعربية جميعها حريصة، وحريصة جداً على التواصل، والحديث المستمر مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهذا ما جعل مراكز البحث والدراسات والدوائر السياسية والاقتصادية والاستراتيجية تتنبه لهذه الخاصية التي تختص بها القيادة السعودية وخاصة الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخذوا يتقصون ويبحثون أسباب تنامي وتصاعد هذه الخاصية، فظهر لهم أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من القيادات السياسية المفكرة فهو لا يقتصر على القيام بالمبادرات العملية الدولية والمحلية وتحقيق الإنجازات وخاصة في مجالات الإصلاح الداخلي السعودي وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي المجالات الإقليمية، وبالقيام بدور فاعل لتعزيز التفاهم والسلم الإقليميين وفي المجالات الدولية بالعمل على تخفيف آلام البشر، والسعي بجد لمساعدة الشعوب والدول المحتاجة والتخفيف عن الأسرة الدولية في معالجة العوائق التي تعترض مسارات التنمية وأساليب المعيشة والعمل بإخلاص لتعزيز الأمن والسلام العالميين.

وجدوا أنه لم يقدم فقط هذه الإسهامات العملية، بل أسهم فكرياً في تقديم الأفكار وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات لنقل هذه الأفكار إلى التطبيق والعمل على جعلها ثقافة ومنها أفكاره وآراؤه عن آليات وأساليب مواجهة الإرهاب وأهمية وضرورة تعميم الحوار وجعله ثقافة عالمية تزيح ما حاولت بعض الجهات والقوى المنغلقة فرضه على المجتمع الدولي وطرح الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذا المشروع الإنساني والفكري الذي يشمل كل أبناء البشرية لم يكن طرحاً عاطفياً، بل جاء مدعماً بآليات تحقيقه والمحاور التي يسعى إلى تحقيقها، حوار يستهدف مناصرة الإيمان في وجه الإلحاد، والفضيلة في مواجهة الرذيلة والعدالة في مواجهة الظلم والسلام في مواجهة الصراعات والحروب والاخوة البشرية في مواجهة العنصرية.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد