الأردن - هاتفيا - محمد المنيف
كعادتها في مسيرة التألق والارتقاء بمستوى الفن التشكيلي على مستوى الأردن خاصة والمستوى العربي عامة وتباعا لتنفيذها واستضافتها العديد من المعارض لمختلف فروع الفن التشكيلي وتحقيقا لأهدافها التي منها بناء جسور التوصل عبر الفنون والثقافة بين المجموعات بين الدول العربية والدولية منذ تأسيسها عام 1998، تقيم جاليرى الأندى بالعاصمة الأردنية حالياً معرضا لكل من الفنانات آمنة النصيري من اليمن، برانكا ريديكي من كرواتيا، هيلدا حياري الأردن، نادين بورغني من فرنسا، وسيلفيا بولوتو من البرازيل، يحمل عنوان غرب وشرق، هؤلاء الفنانات تجمعهم ثقافات مختلفة، حيث تقدم كل فنانة من خلال أسلوبها الخاص وطرحها رؤيتها السياسية لما يجري حولنا من أحداث. يقول الفنان والناقد الأردني محمد العامري في تقديمه للمعرض انه ومنذ عهد الاستشراق حين انسحر الغرب بالشرق وتبدلت باليتة الألوان من الألوان الباردة إلى الألوان الحارة المليئة بصفرة الصحراء والملامح السمراء كان العشق بين تلك الجهتين حتى أصبحتا جهة واحدة . هذا المعرض أنموذج لاستعادة ذلك السحر من جديد من خلال تفعيل الحوار الثقافي عبر خطاب الصورة وتنويعاتها الشكلية والموضوعية.
* الفنان والناقد الأردني محمد العامري استعرض أعمال المشاركات في تقديمه للمعرض نستخلص منه بعض الإشارات حيث بدأ بالفنانة آمنة النصيري من اليمن مشيراً إلى أنها فنانة مسحورة بالحيوانات الخرافية تلك الأشكال السحرية التي تبدت في الثقافة الشعبية اليمنية التي أصبحت موضوعا رئيسا في أعمالها.
* وقال عن الفنانة برانكا: من كرواتيا إن تجربتها تجربة تنتظم في تحويل الفعل الكتابي إلى فعل بصري، كما لو أن أعمالها رسائل تريد قولها من خلال حركة اللون وتجليات الأحرف اللاتينية وصولا إلى العبارات المقروءة.
* ويقول عن الفنانة هيلدا حياري: انسحقت الفنانة هيلدا في بحثها في منطق الصورة وتجلياتها الاجتماعية والسياسية والجمالية كما ناسكة تبحث عن محبة ما، محبة التجلي في مناخات عشق صيرورة تكونات وولادة العمل الفني منذ النقطة الأولى حتى آخر ضربة فرشاة.
* ويكمل استعراضه الذي نوجز منه هذا الطرح متحدثا عن الفنانة نادين قائلاً: إن الفنانة نادين تقدم تجربتها الفنية بصدق الإنصات إلى يد القلب، تلك اليد التي ترتبك في بلوغ القول عن مسميات الموضوعات المطروحة فنجدها قد حققت مساحة مهمة في التعبير عن عواطفها في تلوينية تتجاور فيها الألوان المتناقضة ضمن إحساس منسجم مع فهمها لطبيعة العمل.
* وعن الفنانة سلفيا بولوتو من البرازيل أنها وجدت طريقها إلى اسر العين عبر صفاء اللون وسطوعه في خلفيات أعمالها حيث نشهد صراحة اللون التي ترتكز عليه العناصر البسيطة والقوية التي تتمثل في فكرة حركة الخيوط في دولاب موسيقي ينتمي إلى الحركة الدؤوبة في الخطوط وموسيقاها اللينة. جاليري الأندى أصبح احدى العلامات البارزة في النشاط الثقافي في الأردن الشقيق لا يمكن لأي زائر مثقف إلا ويمنحها جزءا من وقته.