Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/07/2008 G Issue 13083
الخميس 21 رجب 1429   العدد  13083
صدى لون
أمانة الرياض الاتجاه جمالاً !!
محمد الخربوش

أحسنت أمانة مدينة الرياض صنعاً وهي تستجيب مؤخراً إلى ما كنا ندعو إليه والمتمثل في وجوب الاهتمام بالمجسمات الجمالية، وأنه من المهم جداً أن تستغل كل الميادين والتقاطعات والحدائق والزوايا المهملة من خلال تنفيذ مثل هذه المجسمات بما يتناسب مع كل المعطيات البيئية والمكانية وخلافه، إضافة إلى معالجة الكباري والجسور والأنفاق والمعالجة التي أقصدها هي المعالجة الجمالية إن جازت التسمية سواء من خلال الألوان أو الرسومات والتصاميم أو تلبيسها بالسيراميك أو الحجر أو خلاف ذلك من وسائط تضيف لهذه الكتب الخرسانية الصماء الحيوية والجمال.. إن مثل هذا الاهتمام بعين المقيم والزائر لهذه المدينة الصاخبة هو توجه ومطلب حضاري ثم إن معظم بلدان العالم أصبحت تولي الجمال كل الاهتمام وتأتي إقامة المجسمات الجمالية كأجمل الخيارات وأفضل الحلول لأن عشق الجمال سمة بشرية والإنسان بطبعه يبحث عن الجمال في كل شيء بما في ذلك جمال البيئة المحيطة، وأمانة الرياض ولجنة تطوير الرياض وهما الجهتان اللتان يقع على عاتقهما مثل هذا الأمر بدأت تلوح في الأفق بوادر اهتمامها بهذا المطلب الحضاري الجميل، وما نشاهده مؤخراً من حراك في هذا الجانب هو في واقع الأمر مؤشر جمالي وحراك باتجاه الجمال، لأننا بالفعل سئمنا بل سئمت عيوننا من هذا اللون (الأسمنتي) الكئيب ثم إن إنشاء مثل هذه المجسمات وتوفير مسطحات خضراء ومساقط مياه صناعية تتوافق مع طبيعة أماكن تنفيذها هو محاولة لخلق بيئة جديدة تسهم في إيجاد منافذ ومناخات جمالية تحتاجها مثل هذه العاصمة العملاقة، ويأتي قبل ذلك الاهتمام بالحدائق العامة والساحات التي أنشأت أمانة الرياض العديد منها وعلى الرغم من كل المحاولات الجمالية الجميلة التي أبدتها الأمانة من خلال هذه الحدائق والساحات العامة، إلا أنها تظل شحيحة جداً بحجم مدينة الرياض إضافة إلى صغر المساحة الذي يؤكده هذا التزاحم البشري الكبير الذي جاء يبحث عن المتعة والرياضة والجمال.

ومع إعجابي بالحراك الجمالي للأمانة إلا أن هذا الحراك مطالب بأن يكون أكثر شمولية بحيث يشتمل كل الأحياء وأكثر اهتماماً بالخضرة والمجسمات، وقبل هذا وذاك الاهتمام بالمساحات حتى تكون الفائدة أعم وأجمل .

أجدها فرصة للإشادة بكل الحراك الجمالي الواعي للأمانة بكل رجالها المخلصين الذين يدركون أكثر من غيرهم أهمية الجمال وأنه أصبح سلوكا وعشقا إنسانيا في المسكن والملبس والمشرب والحي والشارع وفي كل شيء بما في ذلك السلوك وفن التعامل مع الآخر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد