أكرر الدعاء كل صباح وأنا أشاهد صوراً من احتفالات بعض الأسر بأبنائها المتزوجين حديثاً متمنيا لهم زواجاً سعيداً يدوم أطول من غيرهم، وأتحسر في الوقت ذاته على مصير أفراح وزواجان ذهبت أدراج الرياح في عواصف الطلاق المتزايد عند الشباب، ويبدو أن شباباً وشابات لم يدركوا بعد مفهوم الزواج وتكوين الأسرة السعيدة، وأن هناك تباينا خطيراً في نظرة الشاب للعروس ونظرتها له، وكيف يريدها وكيف تريده؟! وما هو النمط المعيشي الذي يرسمه الشاب داخل منزله ويرغب أن تسايره عليه زوجته التي ربما أن لها خططاً مغايرة قد تكون مستمده من إيحاءات المسلسلات المدبلجة، والقصص الخليجية المتلفزة المبالغ فيها والتي يدعي كل كاتب أنها قصة واقعية، ومع ذلك يندفع بعض الشباب من العرسان من الجنسين ليتقمصوا تلك الشخصيات رغم أنهم يشاهدون الفشل المترتب على تلك السلوكيات الخارجة عن المألوف الخليجي والأعراف العربية والقيم الإسلامية في أطرها الشرعية التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع.. لا يمكن أن تستقيم حياة الشاب ويلذ عيشه إن كان يريد زوجة تمضي ليلها ونهارها في رومانسيات لا تنطفئ شموعها، وهي إن أرادت ذلك مع زوجها فهي واهمة فالزواج والأسرة ليس مسلسلاً من عدة حلقات فقط، وهي واهمة مرة أخرى إن ظنت أن الزوج المقبل على الحياة يملك مصرفاً ويستطيع أن ينفذ لها كل ما تطلبه مما يعرض على شاشات الإعلانات التجارية، الحياة الزوجية وتكوين الأسرة السعيدة فوق كل هذه الاعتبارات، إنه أمر تطير معه قشور المدبلجات ويبقى المعدن النقي الثمين.