Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/07/2008 G Issue 13082
الاربعاء 20 رجب 1429   العدد  13082
يعتبر أحد الحلول الفعالة للتصدي لمخاطر الأمن الفكري (عبر العنكبوتية)
دراسة أكاديمية تقترح برنامجاً وقائياً لمخاطر الإنترنت لتنمية الوعي لدى الطلاب

بريدة - بندر الرشودي

ضمن أحد المشروعات البحثية المشتركة بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة القصيم، يقوم فريق بحثي برئاسة الدكتور عبدالكريم بن عبدالله السيف، أستاذ تكنولوجيا التعليم، بتجريب برنامج وقائي لمخاطر الإنترنت المتنوعة، والذي تم تقديمه كمقترح حُكِم مع عدد من المقترحات البحثية من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث تم اختيار هذا المقترح ليكون ضمن البرامج المدعومة من قبل المدينة في برنامج العلوم الإنسانية التاسع.

وقد تم تقديم هذا المقترح من قبل عدد من المختصين بجامعة القصيم وبعض جامعات المملكة إلى إدارة المنح بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ليأخذ الرقم ع س ? 9-12 بمدة تنفيذ قدرها 12 شهراً تحت عنوان: (برنامج وقائي لمخاطر الإنترنت وأثره على تنمية الوعي لدى طلاب التعليم العام). وتقوم هذه الدراسة إلى تحقيق هدفين أساسين. أولهما السعي إلى تحديد العوامل الدافعة لاستخدام الشباب للإنترنت. والآخر اقتراح برنامج وقائي للتوعية بمخاطر استخدام الإنترنت على المستوى الشخصي وعلى مستوى المجتمع الذي يعيش فيه الفرد. حيث يتم تصميم برنامج وقائي يتم بناؤه على أساس نوعية المواقع التي يتصفحها الشاب والدوافع للاستخدام وكذلك استبانه مدى الوعي بمخاطر استخدام الإنترنت.

ويهدف هذا البرنامج الوقائي إلى تحديد المخاطر التي قد يواجهها المراهق والطفل من جراء استخدام تلك المواقع وبيان الأساليب التي يستخدمها مصمموا المواقع وعصابات الإنترنت للتأثير على المستخدمين من الناحية الأخلاقيه، والفكرية، والدينية، والأمنية. إذ إن البرنامج يقدم حلاً عملياً يهدف إلى تنمية الوعي لدى مستخدمي شبكة الإنترنت بما يكتنف استخدامها من مخاطر متنوعة، وذلك من خلال تعريض المستخدم إلى رزم تعليمية معينة في مجالات مخاطر الإنترنت وكيفية الوقاية منها.

ومع انفتاح مجتمعنا على العالم، من خلال قنوات الاتصال المختلفة، برزت الحاجة إلى جهود تحد من سلبيات ذاك الانفتاح غير المرشد، والذي ما فتئنا نشتاك نتائجه في ظواهر لم تكن معهودة في مجتمعنا، لعل من أبرزها ذلك التجنيد الساذج لفئات من شبابنا من قبل الأعداء لترويج مخططات فكرية وتخريبية، كانت الإنترنت الوسيلة الفعالة بين الطرفين، والتي شاهدنا بعض اعترافات أولئك الشباب وكيف تم استغلال جهلهم بمخاطر الإنترنت ليتم إسقاؤهم ذلك السم الفكري الزعاف، الذي يهدف إلى تنفيذ مخططات تخريبية في أرض الحرمين الشريفين. لذا فقد كانت هناك محاولات معينة لبعض المتخصصين للتصدي للمخاطر الفكرية وخاصة القادمة عبر الإنترنت. وقد ركزت كثير من الدراسات على المسح الوصفي للتصدي لمخاطر الإنترنت، بينما هذا البرنامج يقدم حلاً عمليا لتوعية الشباب والناشئة بما يحيط بهم من مخاطر جراء استخدام الإنترنت.

محتوى البرنامج

ويتكون البرنامج من أربع رزم تعليمية رئيسية، تتكون كل رزمة تعليمية من ثلاثة مديولات (برنامج فرعي)، وهي : الرزمة التعليمية الأولى: مدخل إلى استخدام الإنترنت، وتتكون من ثلاثة مديولات هي:

المديول الأول: المفاهيم المرتبطة بالإنترنت.

المديول الثاني: استخدامات الإنترنت.

المديول الثالث: خصائص الإنترنت.

الرزمة التعليمية الثانية: مخاطر استخدام الإنترنت وسبل مواجهتها، وتتكون من ثلاثة مديولات هي: مخاطر استخدام الإنترنت، مواجهة مخاطر الإنترنت، ضبط أخلاقيات الإنترنت.

الرزمة التعليمية الثالثة: جرائم الإنترنت، وتشتمل ثلاثة مديولات: ماهية جرائم الإنترنت، أنواع جرائم الإنترنت، سمات مرتكبي جرائم الإنترنت ودوافعه.

الرزمة الرابعة: الإنترنت في المملكة العربية السعودية، وتشتمل على ثلاثة مديولات هي: خدمة الإنترنت في المملكة العربية السعودية، مقاهي الإنترنت في المملكة العربية السعودية، نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية.

ويكمن تميز هذا البرنامج بأن الوعي بتلك المخاطر يأتي من المستخدم نفسه ناشئاً كان أم شاباً من خلال الوعي الذاتي والاقتناع بوجود تلك المخاطر في استخدام الإنترنت، بخلاف كثير من البرامج التي تفرض الوصاية على الشاب أو المستخدم من خلال فلترة المواقع التي يمكن للمستخدم الوصول إليها.

وقامت هذه الدراسة على نوعين من مناهج البحث العلمي المعروفة. أحدهما المنهج الوصفي، والذي استخدمه الباحثون عند استعراض دوافع استخدامات طلاب وطالبات التعليم العام لشبكة الإنترنت، والإشباعات المتحققة منها، وكذلك عند استعراض أهم الأخطار المترتبة على استخدام شبكة الإنترنت وأساليب الوقاية من أخطار استخدام الإنترنت، وكذلك عند تطبيق مقياس الوعي ببعض قضايا الانحراف الناجمة عن استخدامات شبكة الإنترنت واستخلاص أهم الاستخدامات والإشباعات المتحققة منها من وجهة نظر الطلاب وأولياء الأمور والمتخصصين ممن لهم علاقة بالموضوع.

والمنهج الآخر هو المنهج التجريبي، حيث استخدمه الباحثون من خلال القيام باختيار عينة الدراسة على طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية، حيث تم اختيار 720 طالباً وطالبة ينتمون إلى مدراس مختلفة في ثلاث مناطق رئيسية بالمملكة (الرياض، مكة المكرمة، القصيم). وتم تقسيم عينة الدراسة على مجموعتين من طلاب وطالبات هاتين المرحلتين, إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة. إذ تم تصميم مقياس الوعي نحو قضايا الانحراف المترتبة عن استخدامات الإنترنت، ومن ثم تطبيقه تطبيقًا قبلياً على مجموعات الدراسة كاملة، ثم تم تصميم البرنامج الوقائي ليتم بعد ذلك تعريض المجموعات التجريبية فقط للبرنامج لمدة تزيد عن الأسبوعين، ليتم بعد ذلك إعطاء كافة المجموعات المقياس البعدي، لمقارنة نتائج المقياسين القبلي والبعدي للمجموعات كاملة، وكذلك مقارنة نتائج المجموعات التي تعرضت للبرنامج (التجريبية) مع التي لم تتعرض له (الضابطة).

أدوات البحث المستخدمة

* بناء استمارة استبانة حول دوافع استخدامات طلاب التعليم العام لشبكة الإنترنت والإشباعات المتحققة منها.

- بناء استمارة استبانة حول أساليب الوقاية من أخطار استخدام الإنترنت.



* تحديد جلسات عصف ذهني مع الخبراء والمتخصصين لمناقشة الأخطار الناجمة عن استخدام الإنترنت وسبل الوقاية منها، كما تكشف عنها آراء الطلاب والمعنيين.

* بناء مقياس في الوعي ببعض قضايا الانحراف المرتبطة باستخدام طلاب التعليم العام لشبكة الإنترنت.

الأساليب الإحصائية

التي تم استخدامها

* استخدام (كا2) عند تحليل النتائج المرتبطة باستمارتي الاستبانة.

* استخدام تحليل التباين لمعرفة الفروق بين أفراد المجموعات التجريبية والضابطة داخل كل مجموعة على حدة وبين المجموعات.

* استخدام اختبارT لمعرفة دلالة الفروق بين المجموعات التجريبية والضابطة.

نتائج تطبيق البرنامج

من خلال المنهجية المقترحة لتطبيق البرنامج حرص فريق البحث بأن يكون اختيار عينة الدراسة يعكس التركيبة السكانية للمملكة وذلك باختيار المجال الجغرافي لتطبيق البرنامج من ثلاث مناطق هي الرياض ومكة المكرمة والقصيم، وذلك من خلال تحديد مدراس معينة توافرت فيها الظروف الملائمة لتطبيق الدراسة وذلك من المرحلتين المتوسطة والثانوية ذكوراً وأناثاًً.

وقد تم تطبيق البرنامج برزمة التعليمية الأربع لمدة شهر تقريباً في المدارس المختارة، ليتم بعد ذلك أخذ نتائج المقياسين القبلي والبعدي للمجموعات التجريبية والضابطة في كلتا المرحلتين لكلا الجنسين، في كل منطقة من المناطق الثلاث.

وقد جاءت نتائج التطبيق مشجعة جداً لفاعلية البرنامج، إذ أثبتت المعاملات الإحصائية وجود فروق كبيرة بين نتائج المجموعات التجريبية في المقياس القبلي عنها في المقياس البعدي كذلك وجود فروق بين المجموعات ذاتها من خلال مقارنة نتائج المجموعات التجريبية عنها في الضابطة، وهو الأمر الذي يثبت فاعلية البرنامج في تنمية الوعي بمخاطر الإنترنت.

كيفية الاستفادة من البرنامج

يتميز هذا البرنامج بتقديم حل عملي لتوعية فئات الناشئة والشباب بما يحيط بهم من مخاطر جراء استخدامهم الإنترنت، إذا يكمن تميزه بأن الوعي بتلك المخاطر يأتي من المستخدم نفسه ناشئاً كان أم شاباً من خلال الوعي الذاتي والاقتناع بوجود تلك المخاطر في استخدام الإنترنت، بخلاف كثير من البرامج التي تفرض الوصاية على الشاب أو المستخدم من خلال فلترة المواقع التي يمكن للمستخدم الوصول إليها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد