بلغراد - عواصم - وكالات
أنهى قاضي التحقيق صباح أمس الثلاثاء جلسة استماع تمهيدية إلى إفادة زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش في خطوة أولى نحو تسليمه إلى محكمة الجزاء الدولية (لاهاي) للنظر بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة في لاهاي.
وقال قاضي التحقيق ميلان ديلباريتش الذي أوردت كلامه وكالة (بيتا نيوز) للأنباء، (الاستجواب انتهى). لكنه رفض كشف تفاصيل إضافية حول الاستجواب واصفاً إياه بأنه (سري).
وأوضح سفيتوزار فوياكيتش محامي كرادجيتش على ما ذكرت الوكالة ذاتها، أن زعيم صرب البوسنة السياسي السابق قال خلال الاستجواب (أنه أوقف الجمعة في حافلة) في بلغراد وهو منذ ذلك الحين (معتقل في زنزانة).
وأوضح المحامي أن كرادجيتش الذي وصف الوضع بأنه (مهزلة) استخدم على ما يبدو (حقه في لزوم الصمت خلال الاستجواب). وأوضح محامي كرادجيتش أن الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي فحصه طبيب (كان هادئاً ورزيناً) خلال استجوابه مضيفاً إلى أنه في وحدة اعتقال خاصة في المحكمة الصربية المكلفة البت في جرائم الحرب بانتظار نقله إلى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي.
وبموجب القانون الصربي، تشكل جلسة الاستجواب التمهيدية هذه الخطوة الأولى في الإجراءات الآيلة إلى تسليم المشتبه إلى محكمة الجزاء الدولية. ومن ثم على القاضي في غضون ثلاثة أيام أن يبت ما إذا كانت الشروط متوافرة لإحالته على المحكمة في لاهاي. وأمام كرادجيتش ثلاثة أيام لاستئناف قرار كهذا. وبعدها سيكون أمام مجموعة قضاة في محكمة جرائم الحرب في بلغراد ثلاثة أيام للبت في هذا الطلب. وإثر ذلك يكون المتهم قد استنفد كل الوسائل القانونية المتاحة له ويمكن لوزارة العدل عندها أن تتخذ قراراً بنقله إلى محكمة الجزاء الدولية.
إلى ذلك رحب الاتحاد الأوروبي باعتقال رادوفان كرادجيتش معتبراً أنه يشكل (مرحلة مهمة) على طريق انضمام صربيا إليه في حين رأت فيه واشنطن (تحية) إلى ضحايا الفظائع التي ارتكبت خلال حرب البوسنة (1992 - 1995). وكان إلقاء القبض على الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي تطادره محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة منذ 13 عاماً مرتقباً منذ فترة طويلة.
واعتقاله إلى جانب الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش الذي لا يزال فاراً، يشكل شرطاً لكي تتمكن صربيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا ساركوزي عن ترحيبه الكبير باعتقال رادوفان كرادجيتش. ورحبت هولندا التي تعطل التقارب بين صربيا والاتحاد الأوروبي ب(الخطوة الجبارة إلى الأمام) التي حققتها بلغراد بإلقاء القبض على كرادجيتش على ما ذكرت وكالة الأنباء الهولندية.
وأشاد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الثلاثاء بالاعتقال معلناً أن هذا الاعتقال سيمهد (لمستقبل أفضل لصربيا).
من جهته رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باعتقال كرادجيتش، معتبراً انه (لحظة تاريخية للضحايا). وقال بان في بيان أصدره مكتبه الإعلامي (إنها لحظة تاريخية للضحايا، الذين انتظروا 13 عاما أن يحال كرادجيتش أمام القضاء).
وفي بروكسل رحب ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بإلقاء القبض على رادوفان كارادزيتش. وأشاد دي هوب شيفر في بيان صدر في بروكسل بالسلطات الصربية ل(تعاونها المهم) مع محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة. كما رحب رئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك أمس باعتقال زعيم صرب البوسنة الهارب قائلاً إن اعتقال كارادزيتش في بلجراد يثبت أنه لم يكن في جمهورية سربسكا.