هل يجوز لي أن أقول إننا مجتمع.. شعارات؟
كثيراً ما نقول إننا مجتمع التكاتف.. مجتمع التعاون.. مجتمع اليد الواحدة.. ولكن الوضع يقول عكس ذلك تماماً. فلا تكاتف ولا تعاون، ولا يد واحدة بل ولا جسد واحد يشتكي عضو فلا تزيده الأعضاء الأخرى إلا ألماً وحسرة..!!
لا أريد أن يقول قائل من قال إن الناس قد هلكوا فهو أهلكهم، فذلك أعيه وأعلمه قبلاً، (أنا) أطرح الواقع بغية أن نخرج بنتائج تنتشل المجتمع من واقعه المرير. هذا الواقع الذي يؤكد مقولتي أعلاه بأننا مجتمع (الشعارات) وإلا ماذا يعني أن ترتفع الأسعار ومعه تنسحق أسر، وعندما أقول تنسحق فإنني أعني ما أقول تماماً، فإن هذا الغلاء سبب سحقاً حقيقياً لكثير من الأسر السعودية، غلاء عم وطم فلم يعدُ من بدائل ولم يسلم أخضر ولا يابس من هذا البلاء ولو لا قدر الله استمر هذا الغلاء لسنوات قادمة لظهرت فواجعه ليس على المستوى الاقتصادي فقط بل وعلى المستوى الصحي والأمني. إن مطالبتي تنحصر في نقاط محددة:
أولها: إيجاد هيئة أهلية للزكاة، وهذه الهيئة سبق وإن كتبت عنها أكثر من مرة قبل سنوات وأعتقد جازما بأنها ستحل كثيراً من المشاكل الاقتصادية ولا أعني أن تكون بديلا عن الضمان الاجتماعي فلكل دوره.
ثانياً: أن تقوم الدولة بإلغاء الكثير من الرسوم التي أثقلت كاهل المواطن وخاصة صاحب الدخل المحدود وأن تتحمل الدولة رسوم تعليم من يدرس في المعاهد والجامعات الأهلية ووالده من أصحاب الدخل المحدود.
ثالثاً: أن يقوم أثرياء الوطن بواجبهم الإنساني وقبل ذلك الديني تجاه الوطن والمواطن ويساهموا في تخفيض الأسعار بشكل أو بآخر لأن استقرار المجتمع ورغده سيعود عليهم وعلى نموهم الاقتصادي.
وأخيراً: أطالب وزارة الشؤون الاجتماعية بالقيام بدورها كما يجب أن يكون في خدمة المجتمع بعمل الدراسات الاجتماعية العاجلة وإيجاد الحلول العملية المنطقية، إنها دعوة عاجلة لكل من يهمه الأمر بتدارك الوضع قبل أن نعض أنامل الندم ولات حين مندم.