مرت علاقة الاتحاد والهلال في السنوات القليلة الماضية بفتور ارتفع أحياناً إلى احتقان وتوتر وانعكس ذلك على القاعدة الجماهيرية العريضة للناديين وساهم الإعلام من الطرفين في رفع وتيرة الاحتقان. |
لا نحاصر طرفاً دون آخر بتهمة التورط في إثارة الطرف الآخر ولا نستفيد من التغذية الاسترجاعية لمهابط العلاقة بين الناديين ولا نبحث عن شماعة نعلق عليها نزوات القيادات الإدارية في الناديين ولا نصب الزيت على النار وإنما نفكر في مرحلة أكثر ثراءً وجمالاً ونقاءً بين قمتي أكبر ناديين على الساحة المحلية والآسيوية إنجازاً وجماهيرياً؛ الاتحاد والهلال لانتشال أنصار الفريقين من حالة الاحتقان والغليان التي تجتاح مشاعرهما مع قرب كل مواجهة بين الفريقين الكرويين أو أي صفقة يدخل فيها الطرفان. |
قد يكون لرئيس الاتحاد منصور البلوي هفواته وقد يشترك في ذلك رئيس الهلال الشاب الأمير محمد بن فيصل خاصة في سباق هذا الثنائي للترزز مع رئيس برشلونة خوان لابورتا أو الفوز بصفقة لاعب مغربي مغمور (جواد الزايري) والذي اتضح أن إمكانيات هذا اللاعب الفنية لا تغري فريقين من الدرجة الأولى بالتنافس عليه للفوز بخدماته، فكيف ونحن أمام قمتي الهلال والاتحاد؟ وقد يكون للإعلام المحموم دور أكبر في تأجيج المشاعر وتوسيع دائرة التنافر. قد يكون الخلل من الاتحاديين وقد يكون من الهلاليين فليس المهم التوقف عند البدايات وإنما التوقف عند تغير الأوضاع في الناديين رأساً على عقب، وبالتالي تغير المفاهيم ففي الاتحاد الأمير خالد بن فهد رئيس هيئة أعضاء الشرف الذي يتسم بالتواضع والخبرة والود ورئيس النادي المهندس جمال أبو عمارة ويكفي أن كل وسائل الإعلام تطلق عليه الرئيس الخلوق وليس الحبيب المطاوع على طريقة الزميل عدنان جستينية، وفي الجانب الآخر رئيس هلالي جديد الأمير عبد الرحمن بن مساعد مثقف وشاعر مرهف الإحساس ويبحث عن جمال الكلمة في العمل والتعامل وخلفه رموز شرفية أيضاً لها خبرتها ووعيها وقدرتها على جبر الكسور وردم الهوة. |
أما وقد توفرت كل هذه الجماليات في عميد الأندية (الاتحاد) وفي زعيم القارة (الهلال) فمن يأتي لنا بلقاء يعيد مياه الحب إلى مجاريها ويعيد الدفء للقمتين ويحصر التنافس الرياضي الشريف داخل المستطيل الأخضر.. قد يفعلها بندر بن محمد وقد يفعلها عبد الرحمن بن مساعد من الجانب الهلالي وقد تأتي البادرة من خالد بن فهد أو من رموز الاتحاد الكثر بزيارة تسجل بادرة للوعي والحب وقد تفعلها جريدة (الجزيرة) كمؤسسة أنتجت أجيالاً وأجيالاً من القيادات المثقفة والكتاب اللامعين والصحفيين المميزين. المهم هل النوايا صادقة وهل ندفن التنافس البغيض ونخفف من احتقان الشارع الرياضي ونركض نحو أشعة الشمس نجدل ضفائرها مع إطلالة الموسم الجديد ومع رؤية هلال رمضان المبارك... ننتظر ولا نملك غير ذلك. |
|
كلامي المشفر هذا خاص وسري للغاية للانتهازيين الذين يتفننون ويتلذذون بسكب الزيت على نار الخلافات ويقتاتون من رحيق الاحتقان بنشوة سوداوية بغيضة، أقول لهم: إن ديننا الحنيف يحثنا على رأب الصدع بين المتخاصمين ويحثنا رب العزة والجلال على الأخذ بمبدأ الإصلاح في عدة آيات في القران الكريم.. قال تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (182) سورة البقرة.. وقال تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (224) سورة البقرة.. وقال تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء. |
وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة. وهو يعني بذات البين العداوة والبغضاء التي تحلق الدين.. |
وبدون شك فإن فضل الإصلاح عظيم. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أموراً يجوز فيها للمرء أن يكذب، منها الإصلاح بين الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً) رواه البخاري.. ويقول النبي صلى الله عليه ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة. (رواه أبو داود ) |
توتر العلاقات بين الأندية دليل خلل ثقافي ونقص وعي وهوس كروي ممجوج، والبعض يؤجج هذه الخلافات لنعرات تعصبية بائدة ولو استعرضنا المشهد التراجيدي نجد أن نادي الشباب قدوة ونموذج في التعامل من زمن الرجل الوقور الأمير خالد بن سعد والشاب الواعي طلال آل الشيخ، حيث اهتموا ببناء فريقهم دون الالتفافت للآخرين فصنعوا جيلاً ذهبياً لا يتكرر وهناك الاتفاق من زمن الثلاثي الذهبي عبد العزيز الدوسري وهلال الطويرقي وخليل الزياني، حيث شكل هذا المثلث فريق عمل على مستوى رفيع من الجودة الإنتاجية والروعة في التعامل فاحترم كل الوسط الرياضي عطاءاتهم، ولذا فإن المنطق والعقل والأدب يكسب أي جولة بينما الفوز بمواقف أنية على حساب القيم يخفت بالمكتسبات مهما كانت. |
|
- مغادرة خميس العويران واتجاهه للاتحاد وحتى وإن أتى وفق ضوابط الاحتراف فقد كانت بداية النهاية لعلاقات العملاقين. |
- انتقال أحمد الدوخي صاحبه أيضاً فهلوة وفرد عضلات دفع الطرفان ثمن ذلك واسألوا العارفين ببواطن الأمور. |
- دخول الهلال على خط الاتحاد في صفقة ياسر القحطاني وسعت فجوة الجفاء. |
- الهلال رد سريعاً بالفوز بصفقة ياسر القحطاني ثم أسامة هوساوي على طريقة الكبير كبير. |
- بلوي الاتحاد شكل قلقاً للهلاليين مما أجبرهم على الإسراع في تجديد عقود نواف التمياط وخالد عزيز ومحمد الشلهوب. |
- في الخفاء استفاد اللاعبون من مخاوف الهلال من البلوي وفي العلن سوقت بعض الأقلام فكر التدمير والتكديس. |
- تهمة التدمير والتكديس تم التركيز على هذه التهمة للبلوي والاتحاد بينما الأطراف الأخرى تفعل الشيء ذاته وأكثر. |
- قضية كالون أحرجت كل الوسط الرياضي السعودي وهو لاعب لا يستحق كل هذه الزوبعة وتذكرة طائرة على الدرجة السياحية مقاسه الطبيعي. |
- بل تذكرة نقل جماعي لكالون ومرافقيه من الحاشية مقاس مفصل عليهم لكن أهل العقول في راحة. |
- شكاوي ضد كتاب وضد مؤسسات صحفية ومناوشات في قنوات فضائية وبيانات صحفية هذه سلبيات حقبة رئيسي الهلال والاتحاد. |
- لا يمكن شطب منجزات الرئيسين بجرة قلم، فقد حقق كل رئيس منجزات مذهلة لكن محور طرحنا هنا في الخلاف والاختلاف. |
- قضية شكوى محمد نور وهروب خالد عزيز كشفت الشكل القبيح بين زئير النمور والأمواج العاتية. |
- زيارة ودية أو تهنئة بمناسبة قادمة تكفي لإعادة مياه العلاقات لمجاريها بين القطبين الكبيرين الاتحاد والهلال. |
- وفاق أهل القمة الاتحاد والهلال سيلقي بظلاله على الشارع الرياضي بأكمله ويخفف من نسبة الاحتقان والانفلات ويفوت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر. |
|
فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُمْ |
لِيَخْفي وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ |
يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ |
لِيَوْمِ الحِسَابِ أو يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ |
|