ما تحقق في مدريد يتجاوز بكل المقاييس والاعتبارات ما تحققه المؤتمرات والمنتديات الدولية سياسية كانت أو فكرية وحتى الاستراتيجية، فالمؤتمر العالمي للحوار الذي اختتم في العاصمة الاسبانية أمس لا يعد ضمن المؤتمرات التقليدية التي يتبادل من خلالها المشاركون الآراء والأفكار والخطب ثم يعودون إلى بلادهم ويحفظ ما جرى تداوله في أرشيف المؤتمرات.

وما يختلف ما جرى في مدريد عما اعتاد منظمو المؤتمرات هو أن المؤتمر العالمي للحوار والذي شارك فيه ممثلون من جميع أتباع الديانات السماوية والثقافات العالمية يؤسسون لثقافة جديدة، ويرسون نهجاً فكرياً وحضارياً وانسانياً تحتاجه البشرية الآن أشد الاحتياج، ومن هنا تنبع قيمة وأهمية ونبل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تلمس وتحسس هموم الإنسانية التي ابتليت بالصراعات الفكرية المبنية على نظريات شريرة وعقيمة والتي ساعدت في نشر الحروب والمعارك بين أبناء البشر.

هذه المبادرة التي تبلورت في العمل باخلاص على ايجاد بديل مثمر يمكن تحقيقه يجمع بين البشرية، يوقف العداء والصراع بين البشر.

بديل يتصدى لنظريات حتمية الصراع بين الحضارات والثقافات وبديل يعزز القيم الإنسانية والتفاهم عبر الحوار.

هذا البديل الذي استطاع المشاركون في المؤتمر العالمي للحوار صياغته من خلال صهر جملة من القيم والمبادئ تعتمد على سلامة الفطرة الإنسانية، وعلى أهمية التنوع الثقافي والحضاري بين الناس الذي هو نعمة وآية من آيات الله وسبب لتقدم الإنسانية وازدهارها.

بديل يؤسس لثقافة ونهج حضاري سيحقق الخير والفائدة للإنسانية جمعاء، خاصة إذ ما تعهد بالرعاية والمتابعة من كل القوى الخيرة في العالم التي من واجبها دعم ومساندة ملك الإنسانية وصاحب المبادرات عبد الله بن عبد العزيز.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244