القاصة الجزائرية زهور ونيس تربطني بها صداقة جميلة...
تحرص أن تجتاز هوات الاتصال حين يتعثر خط أو يتبدل رقم أو يتماهى رنين في فضاء شاسع حين غياب...
وهي من الشخصيات النادرة التي تبقى وفية لساعات لقاء وللحظات التقاء...
التقيتها في ملتقى المبدعات حين كانت كل منا تمثل بلدها تحت مظلة (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الإيسيسكو) في الكويت...
وتقابلت معها في مواطن تجذر لبعض قيم في العلاقة بين الإنسان والآخر وبين الفكر والرؤية...
كثيفة الرؤية بكثير تجارب عاشتها وهي عضو مجلس الشعب في بلدها...
لي عنها بعض وقت...
طرأ على ذهني سؤالها ونحن نعبر بين ردهة الحجرات وقاعة الملتقى: هل تحتفلون برائداتكم كما يفعل المغاربة..؟
لم يكن لديَّ من جواب إذ فرحت أن احتوانا المصعد واندمجنا في تبادل تحايا الصباح مع ممثلتي تونس وسوريا...
وانطوت ذاكرتي على سؤالها...
ومنذ ذلك الوقت لم أفكر في البحث عن إجابة...
بل انبثقت لديَّ صورة مكبرة من نقطة بدء الدائرة إلى نقطة منتهى محيطها وهي تطوق كثيراً من الأفكار حول قضايا باتت ملحة لأن يبدأ التفكير في صياغات واضحة للإجابة عما يخصها من أسئلة:
لماذا يمارس مجتمع الأدب بصفاته جميعها هنا شتاتاً في قضاياه وتعويماً لها..؟
ولماذا تختلط أوراقه وتتداخل سطوره...؟
كيف لمن لم يتعرف المشي أن يتحدث عن الطريق..؟
وكيف لمن لم يغص في النبع أن يفسر سر الماء فيه..؟
ثم من الذي يقصي تجارباً ماثلة ويدني محاولات طافية من واجهات النور...؟
من يمسك بعصا الخسائر والأرباح في هذه البيئة...؟
ومن الذي... وما الذي... ولماذا... وكيف... ومتى... وإلامَ... وعلامَ...؟
حتى الآن لا نستطيع أن نجيب عن سؤال زهور؟
تذكرت سؤالها والمغرب العربي في حراك ثقافي واسع لتجارب المرأة والكتابة شعرها ونثرها وعطاءاتها في مجالات الصحافة والعمل الإبداعي والتجارب المختلفة...
وهنا لا تزال الوصاية ليس فقط على ما للمرأة من صوت صرير قلم أو ريشة بل الرجل نفسه...
ربَّما السؤال الوحيد الذي ينشأ هو: ألا يزال الإنسان في هذه البيئة لا يحب الآخر كما ينبغي لنهضة فكرية
حضارية متجذرة وواضحة وسليمة الأقدام وناصعة الناصية...؟