- عندما رُشح الأمير خالد الفيصل مديراً عام لرعاية الشباب عام 1386 شرع في مهامه كمسؤول مباشر عن الرياضة وكانت أكبر مشكلة تواجهه للنهوض بالرياضة هي الملاعب والمدن الرياضية في ظل ضعف البنية التحتية آنذاك للرياضة السعودية.. ويعتبر إنشاء ملعب الملز (أستاد الأمير فيصل بن فهد حالياً) أولى باكورات المنجزات الرياضية في عهد سموه الكريم.. يقول المؤرخ الرياضي المعروف الأستاذ محمد القدادي إن جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز افتتح ملعب رعاية الشباب بالملز الذي يتسع لـ16 ألف متفرج، يوم الجمعة 24-2-1390هـ، الموافق 1- 5-1970م، وقد استطاع الأمير خالد أن ينفذ قبل افتتاح الملعب مشروع زراعة ملعب الملز التي أشرف عليها عبد الرحمن الدهام ورشيد دشان ونفذت المرحلة الأولى بدون المدرجين الشمالي والجنوبي.
وأضاف: كان في مقدمة مستقبلي الملك فيصل عند وصوله للملعب صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز وكيل إمارة الرياض آنذاك، وعبد الرحمن أبا الخيل وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وسمو الأمير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب، ووسط الهتافات المدوية من الجماهير قام المليك بقص الشريط، ومن ثم أزاح الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً بافتتاح الملعب، ثم شهد الفيصل، مباراة الكأس النهائية بين فريقي الأهلي من جدة بطل المنطقة الغربية والشباب بطل المنطقة الوسطى والشرقية، وفاز الأهلي بنتيجة هذه المباراة 1- صفر، ليمنحه الفيصل كأس جلالته، ويكون أول فريق يفوز بكأس مليكه على ملعب الملز الذي يعتبر أول ملعب مزروع زراعة طبيعية في البلاد، وأول منشأة رياضية تنشئها الحكومة ضمن سلسلة أخرى من الملاعب ستتبعها، وجاء توفيق الأمير خالد الفيصل لبناء هذا الملعب بعد أن حضر إحدى المباريات في تونس فدمعت عيناه وهو يشاهد ذلك الملعب الكبير في ذلك البلد المحدود الإمكانيات في وقت كانت فيه السعودية تفتقر لمثله وهي أفضل حالاً ذلك الوقت، فعزم على تنفيذ مشروعه مهما كانت الصعاب وفي أسرع وقت ممكن وهو ما استطاع تحقيقه.
وقد امتدح الملك فيصل الملعب وبناءه وتجهيزه وقال: (إن ما قام به الأمير خالد عمل جيد والملعب يضاهي الملاعب العالمية) وتم تقديم عرض رياضي قبل المباراة شارك فيه مئات الطلاب من معهد التربية الرياضية اشتمل على حركات رياضية.
وضع الأمير خالد الفيصل رشيد دشان مديراً لملعب الملز ثم أصدر على الفور توجيهه أن يتم إعفاء الأندية من دفع حصتها من رسوم تخطيط الملعب ورشه بالماء، وأعفاهم من دفع حصتهم من الماء والثلج للفرق والحكام والإداريين والضيوف الرسميين، وإعفاء الأندية عن دفع حصتها في راتب المؤذن والإمام في مسجد الملعب كما كان يحدث سابقاً، وأعفاهم من دفع حصة في أجرة الكراسي التي يجلس عليها جمهور المنصة والدرجة الأولى، وإعفاء الأندية من دفع حصتها في تنظيف الملعب بعد المباراة ودفع حصتها في مكافأة حراس الملعب.
وأصبحت الأندية تدفع حصتها فقط في قيمة طبع التذاكر ومكافأة الحكام والعاملين في شباك التذاكر والصندوق الرياضي لكل مباراة تقام عليه.
وفي نفس الوقت تبعاً لهذا الإجراء زادت حصة الأندية في الدخل، ولم يكن هذا هو السبب الوحيد، لكن سعة الملعب وتجهيزاته ساهمت في حضور المزيد من الجماهير التي كانت تسعد بمشاهدة نجومها وأنديتها، وكذلك لمشاهدة هذا الاستاد العملاق الخديج في ذلك الوقت الذي لم يسبق إنشاء ملعب مثله في المملكة.