في أول أيام شهر العسل.. أقبلت تتهادى كالنسيم, ضاحكة كورد الربيع, تحمل كأس العصير لزوجها، وفجأة تعثرت؛ فسقطت، وانكسرت الكأس... هبّ الزوجُ مذعوراً كأن عقرباً لدغته... أمسك بيدها وقبلها قائلاً: (سلامة عمرك يا عمري... يا بعدهم ما تشوفين شر.. حياتي.. فدتك الدنيا.... عسى ما تعورتي يا كل الكون). مضت الأيامُ وركضت الليالي وانقضى شهرُ العسل وتكرر المشهدُ السابق.. ولكن يا للأسف لم تتكرر الجمل الرقيقة والمشاعر العذبة والتعاطف الشجي، ولم يزد أن قال: (كسرتي الكأس؟ الله يكسر رقبتك... قومي الله لا يردك نظفي العصير!). هي طرفة يتناقلها الناس، ولكني لست أشك أنها صدى لحقيقة ما يحدث!
أين الليالي الحالمة الرومانسية؟ أين الأيام الضاحكة المشرقة؟ أين رقيق الحرف وعذب النظرات؟ تغيرٌ ملحوظٌ يطرأ بعد العودة من شهر العسل... توتر وتشنج... محاولات لفرض الشخصية وتأكيد الهوية وبسط السيطرة! وبعد أول مشوار للسوبر ماركت لشراء الأغراض ومع انتظام الزوجين لجملة الارتباطات الاجتماعية.. وعندما يضع الزوجان أول قدم في درب الحياة الزوجية العملية تطفو المشاكل على السطح! وتطل برأسها على ذاك العش الجميل، وتلك مرحلة - بلا شك - تعتبر محكاً واختباراً لقدرتهما ولنضجهما!
في دراسة اطلعت عليها تكشف أن ما نسبته 60% من حالات الطلاق تقع في الأشهر الستة الأولى للأسف! وهذا يجلي لنا عمق المشكلة، وفي نفس الوقت سهولة حلها!
سؤالٌ يردني باستمرار: لماذا تختلف الحياة بعد شهر العسل؟ أقول إن التغير يكون فقط في العقول!
إن دخول الزوجين في فضاء الحياة العملية لا شك عندي أنه يزيد من روابط الود ويكشف عن طبيعة الطرف الآخر وصلابة الود والتقدير.
أخي الزوج.. أختي الزوجة.. لا يأسركما الوهمُ فتظنا أن الحياة الزوجية حياة مثالية لا مشاكل ولا خلافات ولا عيب في الشريك.. شهر العسل هو إحدى مراحل الحياة وأطوارها.. ما بعد شهر العسل هو تطور طبيعي وتجدد جميل وطور آخر من أطوار الحياة الجميلة! فقط اجعلا السعادة هدفكما الأول.
ومضة قلم
التقى قنفذان متحابان في إحدى ليالي الشتاء الماطرة. اقتربا ثم ابتعدا ثم اقتربا؛ حتى وصلا إلى مكان فيه من القرب حصلا فيه على أكبر قدر من الدفء بأقل قدر من الألم... تلك هي معادلة الحياة الزوجية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244
khalids225@hotmail.com