وسائل المواصلات الحديثة زادت مخاطر الطريق على ما كان معهوداً من قبل فحوادث السيارات تحصد الأرواح، وتفني الأسر وفي الإجازات يكثر السفر وتزداد الحوادث ويكثر الموت بها، وذلك لكثرة المتنقلين والمسافرين وازدحام الطرق، واستعمال السائقين، والانخداع بإتقان صنعة المراكب وسرعتها، واستقامة الطرق واتساعها، حتى أفاد القائمون على المرور والطوارئ ومغاسل الموتى: (أن الناس لو علموا كم تحصد السيارات من الأرواح لهابوا سفراً بها) ولكنها حكمة الله تعالى في خلقه، فلا يرى أكثرهم الجنائز يؤتى بها إلى المقابر، والمصابين إلى الإسعاف ولا يشهدون من تلك الحوادث المفجعة إلا ما وافقوه في طرقهم وهو قليل بالنسبة لما لم يشاهدوه، ولم يعلموا عنه شيئاً فترى الواحد يحوقل ويسترجع ثم ما يلبث أن يعود لنفس السرعة التي كان عليها، ولا حافظ إلا الله تعالى: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ}، لكن لا بد أن نحفظ الله عز وجل حتى يحفظنا.. (احفظ الله يحفظك) ومن حفظ الله عز وجل المحافظة على أواصره واجتناب نواهيه، إذ إن كثيراً من الناس حين يسافر فإنه يضيع أوامر الله تعالى فلا تجده يحافظ على الصلوات ويفرط في أوامر الله تعالى، ويرتكب كثيراً من المحظورات، وهنا كيف يريد حفظ الله وهو لم يحفظ لما غاب عن أعين الناس من جماعته ومجتمعه.
* الرياض