مدريد - موفدا «الجزيرة»- سعد العجيبان وعبيدالله الحازمي
واصل المؤتمر العالمي للحوار الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الإسبانية مدريد جلساته، وعقد أمس جلسة عمله الثانية بعنوان (الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني) بفندق أودتيريوم.
ورأس الجلسة معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. وناقش المشاركون خلال الجلسة أربع أوراق عمل؛ حيث قدم رئيس لجنة اليابان لمجلس البرلمان العالمي للدين والسلام نيتشكو نيوانو ورقة عمل عن الحوار وتواصل الحضارات والثقافات. كما قدم عضو الأكاديمية المغربية الدكتور عبدالهادي التازي ورقة عمل عن الحوار وأثره في العلاقات الدولية، وقدم رئيس البرلمان الفلبيني السابق خوسيه دفنيسيا ورقة العمل الثالثة عن أثر الأديان في إشاعة الأخلاق في العالم. وكانت الورقة الرابعة التي قدمها رئيس المعهد العالمي للدراسات الإسلامية في لبنان الدكتور رضوان نايف السيد عن الحوار في مواجهة الصراع ونهاية التاريخ.
وناقش المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مدريد، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في جلسته الثانية صباح أمس الخميس برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد محور (الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني). وفي بداية الجلسة رفع معالي رئيس مجلس الشورى رئيس الجلسة شكره إلى خادم الحرمين الشريفين على رعايته للمؤتمر ونظرته الثاقبة في الدعوة إلى الحوار، كما شكر الملك خوان كارلوس الأول ملك مملكة إسبانيا لاستضافة المؤتمر، كما شكر رابطة العالم الإسلامي على حسن تنظيمها للمؤتمر.
وكان أول المتحدثين في الجلسة رئيس لجنة اليابان في مجلس البرلمان العالمي للدين والسلام الدكتور نيتشكو نيوانو، وقدّم ملخصاً لورقته (الحوار وتواصل الحضارات والثقافات)، وأكد ضرورة تقليص الهوة التي تفصل بين الشعوب المختلفة؛ حتى لا تقع فريسة ردود الأفعال والغضب والعنف والكراهية. مبيناً أن الحوار الفاعل هو الذي يقوم على احترام خصوصيات الآخرين، ومؤكداً وجود مشترك كبير بين هذه الديانات والفلسفات.
وأشاد الدكتور نيتشكو نيوانو بكلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها - حفظه الله - في المؤتمر الإسلامي العالمي الذي رعاه في مكة المكرمة، كما أشاد بكلمته في المؤتمر العالمي للحوار في مدريد، ودعا إلى الاستفادة من وثائق مؤتمر مكة المكرمة؛ لأنها ركيزة مهمة في إدارة الحوار.
أما المتحدث الثاني عضو الأكاديمية المغربية معالي الدكتور عبدالهادي التازي فقدّم ملخصاً لورقته (الحوار وأثره في العلاقات الدولية)، شكر فيها خادم الحرمين الشريفين على مبادرته غير المسبوقة في عقد هذا المؤتمر الكبير، كما أكد الغنى التراثي الذي يملكه المسلمون في باب العلاقات الدولية. ثم تحدث رئيس البرلمان الفلبيني الأسبق خوسيه دفنيشيا عن (أثر الأديان في إشاعة الأخلاق في العالم)، شكر من خلالها خادم الحرمين الشريفين على مساعيه الخيّرة واهتمامه بثقافة الحوار والدعوة إليه.
وأوضح أن الأديان السماوية والثقافات والحضارات في مختلف العالم تحث البشر على التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة والبُعد عن الجريمة والرذيلة والفساد.. مؤكدا أن العالم يجتاحه الفساد والإفساد، ومن الضروري الاستعانة بالدين للقيام بدوره في إصلاح المجتمع. ودعا أتباع الديانات المختلفة إلى التعاون على إرساء القيم الفاضلة.
وقدّم آخر المتحدثين في الجلسة رئيس المعهد العالمي للدراسات الإسلامية في لبنان الدكتور رضوان نايف السيد ملخصاً لورقته (الحوار في مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ)، أكد فيها أن نظريتي فوكوياما وهنتجتون قد صارتا في التاريخ برفض العقلاء لهذه الفكرتين القائمتين على مركزية الحضارة الغربية وعن حتمية الصراع مع الإسلام والكونفوشسية باعتبارهما حضارتين رافضتين لهيمنة الغرب وحضارته.
ونبه إلى خطورة هذه الفكرة الاستعلائية التي تحولت إلى سياسات دولية في هرم النظام الدولي. وإزاء هذه الفكرة دعا عقلاء العالم إلى الحوار والتحالف بين الحضارات، وأن الصراع الدولي سياسي استعماري في حقيقته. بعد ذلك أجاب المشاركون في الجلسة عن الأسئلة التي وجهت إليهم، كما استمع الحاضرون إلى مداخلات عدد من المهتمين بالحوار، الذين طالبوا بتطوير الحوار ونقله من الجانب النظري إلى التفاعل الواقعي.