التوأم المغربي (الصفاء والمروة) أرسلت تقاريرهما إلى بروفيسور كندي فكان أن أوصى ذويهما بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية التي شكّلت فريقاً تراكمت خبراته في مجال فصل التوائم السيامية بثماني عشرة عملية فصل ناجحة، عكست نتائج الجهود التنموية التي بذلتها الحكومة في العقود الماضية لتنمية الموارد البشرية السعودية في كافة المجالات التي نفخر اليوم بإنجازاتها في المجال الطبي.
مفخرة وأي مفخرة أن يرسل الغرب المتقدم مرضاه إلى بلادنا؛ ما يشير إلى تبوئنا مكانة متميزة في المحافل الطبية التي نرجو أن نتبوأها قريباً في كافة المحافل العلمية الأخرى. نعم مفخرة وبتكاليف محدودة ترسخ سمعة بلادنا كمملكة للإنسانية، وبمشرط جراح سعودي يسانده فريق سعودي من كافة التخصصات. مفخرة نلمس نتائجها عندما نسافر إلى الدول التي عمل المشرط السعودي على رفع المعاناة عن مرضاهم دون مقابل سوى تعزيز أواصر الصداقة والمحبة وتوثيق العلاقات من أجل تعاون وتعايش على سطح الأرض التي نقتسم المعيشة عليها جميعاً.
وفي الوطن خصصت الحكومة حوالي 40 مليار ريال للخدمات الصحية، سواء تلك التي تقدمها وزارة الصحة أو تلك التي تقدمها الجهات الحكومية الأخرى (العسكرية، الجامعية، التخصصية.. إلخ)، وكلنا أمل بالقائمين على تلك الجهات أن يرفعوا كفاية هذه الأموال من أجل خدمات صحية راقية تتناسب وتلك الإمكانيات. ولا شك أن المسيرة نحو الأفضل قائمة ومفعّلة والمطلوب وعي شعبي يساند تلك الجهود، فكلنا يعلم أن الموظف المتقاعس في وزارة الصحة هو ذاته الموظف المتقاعس في أي وزارة أخرى، وكلنا يعرف الأسباب الثقافية التي وراء هذا التقاعس.
ولا شك أن حكومتنا الرشيدة وكأي حكومة تتعامل مع مشهدين داخلي وخارجي، وهي توازن بين المشهدين من أجل تنمية شاملة ومستدامة بخلاف المواطن الذي غالباً لا يرى سوى المشهد الداخلي ولا يعرف متطلبات وأبعاد المشهد الخارجي حيث العلاقات الدولية ومتطلباتها، وكلنا استشعر نتائج ما فعله شرذمة من أبناء الوطن من تفجيرات على سمعة البلاد وعلى حركتنا في العالم؛ حيث أصبحت التأشيرة التي كانت لا تستغرق سوى ساعات لاستخراجها تستدعي جهوداً كبيرة ومضنية ولأسابيع أو شهور من أجل استخراجها، كما أصبحنا مثار شك بعد أن كنا محل ثقة، وأصبحنا مصدر قلق بعد أن كنا محل ترحيب.
شكراً للشؤون الصحية بالحرس الوطني على هذه الإنجازات المتواصلة، وما أرجوه أن نعزز سمعة بلادنا بإنجازات حضارية أخرى تدعم ما يحققه مشرط الجراح السعودي الإنساني بالمزيد من الأفعال الإنسانية، ولا شك أن مبادرات خادم الحرمين في تجسير الفجوة بين الثقافات، ودعم الدول الفقيرة وتخفيف معاناتها من التضخم العالمي الذي نعيشه حالياً خطوات في الاتجاه الصحيح، خطوات تشرفنا نحن السعوديين كونها تمثل ثقافاتنا الإسلامية الأصيلة التي تحثنا على الرحمة والعطاء والكرم والوفاء.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7842 ثم أرسلها إلى الكود 82244
alakil@hotmail.com