حين نبحث عمن ننتظره في محطات الوصول ما تلبث أعيننا أن تجول في كل صوب وترى في كل كائن لمحة ممن تنتظر! وها نحن الواصلون؛ لكن المنتظر لا وجود له فهل أخلف موعده أم أن نحن من أخطأ المحطة؟
عن المستقبل أحدثكم وأسائلكم ماذا يكون؟ نهاية المطاف أم طريقه؟ تحقيق الحلم أم ميلاد حلم آخر؟
***
أين يكمن إن كان له وجود؟ وأين يسكن إن كان له حدود؟ أم أنه محطة يراها القادم شكلا، وينظرها الواصل شكلا، ويلمحها الراحل شكلا آخر؟.
المستقبل ذلك الشيء العظيم الذي سمعناه في طفولتنا تحفيزاً للوصول إليه من أب وأم ومعلم.. هل وصلنا اليه أم أنه مازال بعيدا؟ أين هو؟ وأين هي أرضه التي نرفع فيها راية وصولنا؟.. أحقيقة هو أم سراب يحسبه الظمآن ماءً؟ هل هو كما رسمناه في خيالنا عالما مليئا بكل خارق، مزدحما بكل عظيم، عملاقا يحمل بين جنباته (تعريف الوصول)؟.
وهل سيخبرنا أنه هو إن رأيناه؟ أم أنه سيرحل بما نبحث عنه ويتركنا نلتهي بخوارقه ومعجزاته عن الوصول إليه؟
***
أيها المستقبل: كم رسمنا نقاط وصولنا إليك وحددناها؛ لكنا حين وصلناها وجدناها حاضرا يحزم أمتعته ليرحل إلى مدن الماضي، ويتركنا بخيبة أملنا نحزم عتادنا إلى مدن القادم الذي لا يجيء! فما نستقبله لا نشعر به إلا حاضراً، والقادم مازال يبتعد.. ونبقى نعيش بين (ماض مفقود ومستقبل غير موجود).
***
أيها المستقبل: ليس لنا إلا أن نستجديك بسؤالنا أين أنت؟.. لنصلك ونخبر من أمِل فينا أنا وصلنا، فما زلنا نعدو ونعدو ونصل كل يوم ولا نراك؟.
أيها المستقبل من كثرت محطات وصوله ولم يجدك حُقَّ له أن يسأل:
أحقيقة أنت أم من أساطير الأولين؟
almdwah@hotmail.com