مدريد - سعد العجيبان - عبيد الله الحازمي
انعقدت الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر العالمي للحوار مساء أمس المحور الأول وموضوعه (الحوار وأصوله الدينية والحضارية).
وقد ترأس الجلسة الدكتور باوا جين الأمين العام لقمة السلام الألفية لزعماء الأديان في الأمم المتحدة، وافتتحها بكلمة أكد فيها على الأهمية التي اكتسبها المؤتمر برعاية خادم الحرمين الشريفين له، وشكر باسم المدعوين هذه الرعاية الملكية؛ مؤكداً على أنه لم يحظ مؤتمر من مؤتمرات الحوار السابقة بمثل هذا الاهتمام.
وكان الدكتور حسين حامد حسان المراقب الشرعي في بنك دبي الإسلامي أول المتحدثين حيث قدم ملخصاً لورقته المقدمة بعنوان (الحوار في الإسلام)، وأكد فيها على أصالة منهج الحوار في الإسلام انطلاقاً من قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، ورأى في هذه الآية وغيرها دعوة لحسن التعايش مع الآخرين ومسالمتهم والحفاظ على حقوقهم مبيناً أن الجهاد مشروع لرد العدوان ولغيره من المقاصد المشروعة مقدما نماذج من تاريخ المسلمين في التعايش الآمن والإيجابي مع الآخرين.
وأما المتحدث الثاني فكان الدكتور نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان فقدم ملخصاً لورقته المقدمة بعنوان (الحوار في المسيحية)، وأكد فيها على أن جوهر الأديان؛ المحبة ومكارم الأخلاق ورفض الظلم، فهذه قواسم مشتركة متفق عليها بين بني الإنسان مما يؤكد على فطريتها وأصالتها في الحياة الإنسانية.
وخلص إلى القول: إن الاقتتال والصراع ليس نتاجاً دينياً، بل هو بفعل البشر وبسبب أنانيتهم.
وأكد الدكتور نجيب على أن الحوار لن يقبل إذا كان مشروطاً أو لازمه الاستعلاء والفوقية، وأنه وسيلة لا غناء عنها للوصول إلى الأهداف الإنسانية السامية.
وأكد على ضرورة احترام الخصوصية الدينية والثقافية للآخرين، وحذر من أن يؤدي الاختلاف إلى الخلاف الذي سيدخل البشرية في دوامة الصراع، ثم قدم آليات لتطوير الحوار دعا من خلالها إلى استخدام الموعظة الحسنة في الدعوة، وبحث نقاط الاختلاف وتكريس حقوق الإنسان والعمل، وطالب بإنشاء لجنة تنبثق عن المؤتمر تعالج الخلافات والمشكلات، وودعا إلى إنشاء مرصد بإشراف الرابطة يتولى رصد الانتهاكات للحقوق الدينية وتتمثل في عضويته كافة الأديان، ودعا إلى تشجيع ثقافة التسامح وقبول الآخر والسلام فهذا فقط فيه ضمان مستقبل أبنائنا.
ثم تحدث الحاخام آرثر شناير مؤسس ورئيس مؤسسة نداء الضمير في أمريكا حول (الحوار في اليهودية) معرباً عن شكره لخادم الحرمين الشريفين لرعايته للمؤتمر، وعلى الأبعاد الرحبة التي أضفاها على هذا المؤتمر، كما شكر الملك خوان كارلوس لاستقبال إسبانيا لهذا المؤتمر الكبير، وأكد على أن الحوار ضرورة لا خيار في الإصرار عليها.
ثم تحدث عن اليهودية مبيناً على أنها تدعو في نصوصها المقدسة إلى الحوار مع الآخرين وإلى معاملتهم أطيب معاملة، وأكد رفضه ورفض العقلاء وأهل الأديان لفكرة التصادم بين الحضارات، وأنه يخالف ما أراده الله منا في تعايش وتآلف.
وعبر الحاخام عن تفاؤله بقرب نهاية الصراعات، وأن يسود التفاهم علاقاتنا، وأن علينا الشروع في مد الجسور بين الحضارات، ورفض الظلم والعنف والكراهية والعنصرية، وكذلك إدانة ما يتعرض له الإسلام من هجوم في وسائل الإعلام.
ثم تحدث الدكتور م.م.فرما مدير مؤسسة الحوار العالمية في الهند ملخصاً ورقته التي عنون لها (الحوار مع المعتقدات الشرقية) أكد على قناعنه بوجود طائفة من القيم الإنسانية السلمية في كل دين من الأديان. وأن الحوار يهدف إلى إشاعة الحب والسلام ووقف ثقافة الكراهية التي تلبس أحيانا بلبوس الدين.