«الجزيرة» - معن الغضية
عقدت جامعة الملك سعود ظهر أمس الأربعاء مؤتمراً صحفياً للإعلان عن توصل فريق بحثي لديها لاكتشاف بصمة حيوية Biomarker لتحديد سرطان الرئة بواسطة مجموعة من العلماء والباحثين وطلاب الدراسات العليا, والفريق البحثي المكون من البروفيسور فاديفيل مسلماني والدكتور محمد الصالحي والدكتور عبدالله الضويان وطالبتي الدراسات العليا ناديه الدليلي ووفاء الصالح من قسم الفيزياء والفلك بكلية العلوم والدكتور عبدالرحمن الذياب والدكتور محمد العقيلي والدكتور محمد الحجار من المستشفى الجامعي.
وتشير الدراسة إلى أن بصمات السرطان الحيوية هي عبارة عن بروتينات توجد محملّة في بلازما الدم نتيجة للنشاط الأيضي غير الطبيعي لخلايا السرطان وجميع هذه البصمات تُقاس بطرق كيموحيوية.
وقد قام البروفيسور مسلماني والفريق البحثي بتوظيف طريقة ضوئية تعتمد على الليزر لتحليل البصمات الحيوية تلك والموجودة في بلازما الدم والبول واللعاب. وبُنيت الدراسة على خبرة تمتد لمدة خمسة عشر عاماً في جامعة الملك سعود وفي جامعة أنّا Anna بالهند وكندا وايطاليا واعتمدت على تحليل الدم لأكثر من 3300 مريض بالسرطان و 2800 عينات سليمة. وسُميّت هذه الطريقة (تشخيص السرطان بالليزر)، وكل ما تحتاجه هذه الطريقة 5 مللترات من الدم و5 مللترات من البول لإنسان صائم للتأكد ما إذا الشخص مصاب بالسرطان في أي جزء من جسمه. وفوق هذا تم اكتشاف بصمة محددة محملة فقط في بلازما الدم ولعاب المريض بسرطان الرئة. هذه البصمة موجودة في 83% ولعاب المصاب بسرطان الرئة وتغيب تماماً في الأشخاص السليمين.
إن هذه البصمة لا توجد في المصابين بالأنواع الأخرى من السرطان ولذا فهي طريقة مناسبة فقط لسرطان الرئة. والامتداد الطبيعي لهذا الاكتشاف أن هذه البصمة المحددة محمّلة جزئياً في 20 إلى 60%من الأشخاص المدخنين لفترات طويلة، وهو علامة قوية على قابليتهم للسرطان، ولهذا يمكن الحكم على التلف الحاصل بالرئة لهؤلاء المدخنين وبالتالي يمكن إقناعهم بالحقائق والأرقام بأنهم معرضون خلال سنتين أو ثلاث للسرطان.
وتكمن أهمية هذه النتائج في نقطتين: أولهما أنه لا يوجد سابقاً بصمة مؤكدة مثل تلك لسرطان الرئة مما يعني فتح بُعدٍ جديد لتشخيص هذا المرض، والثانية أن هذا البحث تم بالتعاون بين باحثين وطالبات دراسات عليا في قسم الفيزياء بكلية العلوم وكذلك باحثين من مستشفى الملك خالد بالجامعة، إضافة إلى التعاون البحثي مع باحثين في الهند وأمريكا، مما يعطي أهمية بالغة في هذا الاكتشاف النوعي للباحثين وللجامعة.
وخلال المؤتمر الصحفي قدم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان تهنئته للفريق البحثي وأعرب عن اعتزاز وفخر كافة منسوبي الجامعة لتحقيق هذا الانجاز الذي يوضع في سجل شرف الجامعة وينسب للوطن ويحقق الرؤية المستقبلية للجامعة الطامحة في مجال البحث والتطوير من خلال الشراكة المجتمعية لبناء مجتمع المعرفة.
وأكد بأن هذا الانجاز ليس وليد اللحظة ولكنه استمرار لعراقة هذه الجامعة حيث بدأ هذا البحث منذ قرابة خمس عشرة سنة وهم يعملون عليه وقد تميز هذا الانجاز بشراكة داخل الجامعة بين كليتي العلوم والطب وشراكة بين جامعات عالمية في أكثر من دولة وكذلك فيه تفعيل لطلاب الدراسات العليا الذين يعدون جزءاً من المنظومة البحثية لهذا المشروع وهذا الاكتشاف له دلالاته الأولى وأنه يأتي في إطار الدور الحيوي لحكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الإنسانية وهذا الانجاز يؤكد على المستقبل المشرق لجامعة الملك سعود في تحقيق الريادة العالمية لهذه الجامعة وهذا الانجاز تم تقديمه لمكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية ليكون له قيمة اقتصادية مضافة على الاقتصاد الوطني وهذا ما يطلق عليه مفهوم الاقتصاد المعرفي.
وذكر الدكتور العثمان بأن الجامعة في هذه اللحظة يسعدها أن تعلن عن تخصيص مكافأة مالية بقيمة خمسين ألف ريال لكل من ساهم في هذا الانجاز مع منحهم الميدالية الذهبية للبحث العلمي في جامعة الملك سعود وهذا يأتي في إطار التحفيز الذي تنهجه حكومة خادم الحرمين الشريفين في تكريم من يسجل براءة اختراع ولا شك أن الباحثين سوف يسجلون في الكوكبة المكرمة في المرحلة الأولى والثانية وهم سيكون ضمن المجموعة التي ستكرم إن شاء الله من لدن خادم الحرمين الشريفين.
ثم تحدث رئيس الفريق البحثي البروفيسور فاديفيل مسلماني مرحباً بالجميع ومعبراً عن سعادته بالإعلان عن اكتشاف بصمة حيوية لتحديد سرطان الرئة وهذا العمل جاء نتيجة بحوث مستمرة طويلة تجاوزت الخمسة عشر عاماً بالتعاون مع مجموعة من الباحثين من جامعة الملك سعود وأيضاً بالتعاون مع باحثين من جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية وهو عبارة عن البصمة الحيوية لسرطان الرئة الذي يختلف عن المعمول به طبياً وهو استخدام تقنية الكيمياء الحيوية في علاج السرطان وهو عبارة عن استخدام طرق ضوئية وخاصة الليزر للكشف عن هذه البصمة الحيوية وهذه التقنية تعتمد ببساطة على استخدام جزء بسيط وهو 5مللترات من دم الإنسان ويتم تحليل هذا الدم بالطرق الضوئية ثم نستطيع من خلال التشخيص الطيفي معرفة إذا كان المصاب بالسرطان هل هو في مرحلة متأخرة أو مرحلة متوسطة أو حتى في بداية المرض أو هل هو سليم كل هذا بالبصمة عن طريق الكشف الضوئي وهذه البصمة لا تكشف إلا سرطان الرئة خصوصاً ولا تتوفر في أي نوع من أنواع السرطان الأخرى خاصة إذا أخذنا تحليل الدم أو البلازما أو تحليل اللعاب وبهذا الاكتشاف فقد توصلنا على بصمة حيوية خاصة للكشف عن سرطان الرئة وهذا أيضاً قد يعطينا إشارة إلى تحذير المدخنين لأن الجميع يعرف أن التدخين هو سبب رئيسي لمرض سرطان الرئة ويمكن إعطاء تحذير مبكر للمدخنين بأن هناك بصمة حيوية بدأت تظهر لديهم.
وأضاف البروفيسور أن عينة البحث قد شملت 3000 مريض و2800 شخص طبيعي وكذلك نحو 1000 مريض مصاب بسرطان الرئة وكان التشخيص واضحاً تماماً في دراسة المرضى وخاصة أنه يمكن الإشارة إلى أن المدخن يمكن بعد عشر سنوات أو أكثر أن يعطى تحذيراً بأن بداية المرض قد تظهر الآن أو بعد فترة وأشار المسلماني إلى أن هذا التكنيك يعتمد على التقنية الضوئية المعتمدة على الليزر وهذه التقنية بدأ تطبيقها على المرضى في الهند وغيره وفي أمريكا أيضاً هنالك محاولات لاستخدام التقنية ثم بعد ذلك تظهر التقنية معتمدة وهذا العمل نتاج مجموعة بحثية مكونة من البروفيسور فاديفيل مسلماني والدكتور محمد الصالحي والدكتور عبدالله الضويان وطالبتي الدراسات العليا نادية الدليلي ووفاء الصالح من قسم الفيزياء والفلك بكلية العلوم والدكتور عبدالرحمن الذياب والدكتور محمد العقيلي والدكتور محمد الحجار من المستشفى الجامعي. وبالتعاون مع الدكتور (إلانغو) من شركة (ثندر) بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة وأنهى البروفيسور حديثه بالشكر الجزيل لمدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان ووكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية والأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي وكذلك عميد كلية العلوم الدكتور عوض الجهني لإعطاء الفرصة لهذا المؤتمر الصحفي ولإمكانات البحث المتوفرة.
فيما تحدث الدكتور محمد الصالحي مشيراً إلى أن هذا الانجاز جاء باتصال وثيق جداً مع جامعات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية والهند لتأكيد النتائج وهذا التعاون العلمي البحثي العالمي أدى إلى هذا الاكتشاف المهم وهذه البصمة سوف تنقل معالجة مرضى سرطان الرئة وأيضاً الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم بالمرض في وقت مبكر وهذا له أثر صحي وأثر اقتصادي كبير جداً تفتخر جامعة الملك سعود بأن تقدمه للإنسانية بشكل عام.