Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/07/2008 G Issue 13076
الخميس 14 رجب 1429   العدد  13076
الملك
بقلم: خالد المالك

لا أعني ملكا ً غيره، ولا أعتقد أن أحداً غير عبد الله بن عبد العزيز يعطي (بأفعاله لا بأقواله) لمن يوصف موقعه من المسؤولية بصفة الملك مثلما يعطي هذا الفارس الشجاع، ما أذهل كل من يستمع إليه حين يكون خطيباً مفوهاً في مناسبة، ومتحدثاً في أخرى، أو من جالسه واقترب منه للتعرف على شخصيته وأفكاره ومواقفه ورؤاه، فرأى في هذا الملك ما لم يره في غيره.

***

ومثل هذا الانطباع عن شخصية الملك عبد الله بن عبد العزيز لا يأتي بوصفه موقفاً عاطفياً أملته نظرة عابرة غير متأنية لمواقف هذا الزعيم على مستوى وطنه وأمته والإنسانية على امتداد العالم، وإنما هو انطباع يوثق ويأخذ وضعه الصحيح بالإنجازات والمواقف والإسهامات التي لا يجارى ولا يبارى فيها، بحيث أصبح بمفرده وعلى مستوى مملكته مرجعية للعالم لاستلهام الحكمة والمواقف الرشيدة من هذا الملك ومن هذه المملكة.

***

وأمس كان عبد الله بن عبد العزيز (ومن مدريد هذه المرة) وكما عهدناه دائماً يرسل إلى الدنيا كلها إشارات مهمة بصوته وأمام ممثلي الديانات في العالم كما لو كانت رسالة منه هي الأولى من نوعها في التاريخ عن موقف بلاد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعباً من الحوار مع الآخر، لا تسعفني الكلمات عن توصيف وتحليل المعاني الجميلة في كلمة خادم الحرمين الشريفين أثناء رعايته للمؤتمر العالمي للحوار بحضور العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه ثباتيرو وعدد من الشخصيات السياسية والدينية في العالم.

***

ولعل أبلغ من الكلمات، وأصدق من كل قول، تلك الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الحضور كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك التصفيق الحار والمتواصل الذي ضج به المكان حين حيا المشاركون والحضور الملك عبد الله بن عبد العزيز اعترافاً بقيمة كلمته وصدقها وملامستها لما تمنوه دائماً من إقامة حوار بناء بين مختلف الأديان، فجاءت الكلمة التاريخية للملك عبد الله لتترجم كل ما كان يفكر به هؤلاء ضمن آمالهم وأمنياتهم، وكأنهم كانوا على موعد مع تاريخ جديد يولد بجهد خلاق من عبد الله بن عبد العزيز بعد طول انتظار.

***

ومن يقرأ كلمة الملك عبد الله ويتفحص معانيها، ويربطها بحالة التصفيق غير المعتاد من حيث حجمه وقوته وتواصله، ومن ثم تجاوب الملك عبد الله بن عبد العزيز مع هذه المشاعر، بأن نهض من مقعده وظل واقفاً لفترة غير قصيرة يبادل الحضور فيضاً من مشاعره التي عبر عنها بيديه وأحياناً بابتسامته وحيناً بنظراته والتفاتاته، ما أجج المشاعر وأجبر الحضور لأن ينهضوا من مقاعدهم لتحية الرجل الكبير.

(يتبع غداً)



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد