القاهرة - مكتب الجزيرة - عواصم - وكالات
قالت جامعة الدول العربية أمس الأربعاء إن قرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية توجيه تهمة الإبادة الجماعية للرئيس السوداني عمر حسن البشير ربما يكون فكرة غير مدروسة وأبدت قلقها من عواقب القرار. وقال عمرو موسى الأمين العام للجامعة للصحفيين (الموقف خطير جدا). وفي الوقت نفسه نحن غير مقتنعين بأن الخطوات التي اتخذتها المحكمة الجنائية درست جيدا.
وطلب المدعي لويس مورينو اوكامبو من المحكمة الجنائية إصدار أمر باعتقال البشير واتهمه بإدارة حملة للإبادة الجمعية أدت إلى مقتل 35 ألفا في إقليم دار فور بغرب السودان. ويعقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة يوم السبت لبحث الموقف.
إلى ذلك واصلت الأمم المتحدة أمس الأربعاء لليوم الثاني على التوالي سحب موظفيها من دار فور حيث قوات حفظ السلام في حال تأهب على خلفية تعرضها لهجوم أخيرا والتحرك باتجاه اتهام الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب. وتقرر نقل نحو 150 موظفا أمس الأربعاء بمن فيهم من تأخر الثلاثاء (لأسباب تقنية).
من جانب آخر حذرت دول عدة من احتمال تدهور الوضع في دار فور بعد طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية من قضاة المحكمة إصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير، في وقت بدت واشنطن حذرة. وعبرت الصين، المستثمر البارز في السودان والمتهمة بتزويد نظام الخرطوم بالسلاح، رسمياً عن (قلقها).
وانتقدت إيران بدورها طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية. وقال وزير الخارجية منوشهر متكي، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا)، (إن التحرك الانتقائي للمحكمة ليس مرضيا). ورأى المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين (أن على جميع الأطراف بما فيها السودان وكذلك الأمم المتحدة (...) أن تتحلى بضبط النفس وإيجاد حلول تساعد شعب السودان وتسوي أزمة دار فور). وحذر أحمد أبو الغيط، وزير خارجية مصر الحدودية مع السودان، من (خطورة التعامل غير المسؤول) مع الأوضاع في السودان، معتبراً أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي فيه وفي إقليم دار فور خصوصاً. واستمرت واشنطن لليوم الثاني على حذرها.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش انه ينتظر تداعيات مذكرة التوقيف في حق البشير قبل إعلان موقفه، محذراً الأخير من تعريض نفسه لمزيد من العقوبات إذا لم يبد نوايا طيبة بشأن دار فور.