Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/07/2008 G Issue 13076
الخميس 14 رجب 1429   العدد  13076
رسالة إلى محمد عبده!

عبد الله الهاجري

سأجرد عاطفتي تجاه فنان العرب في هذه الرسالة، وبالرغم من أن مثل هذا الكلام قد وصله مراراً وتكراراً إلا أن الظاهر يبدو عكس هذا.

أجدها فرصة أن تصل الرسالة لفنان العرب محمد عبده الذي لا يختلف على محبته أحد وهو من سيُطلق مساء اليوم الخميس أولى حفلات جدة الغنائية وأولى حفلاته الصيفية.

الرسالة: عتب محب

المرسل: جمهوره

المستقبل: محمد عبده

(جاري) إرسال الرسالة!!

* مدخل

حوار بين مجموعة شباب:

يا أخي بصراحة أن وجود فنان العرب محمد عبده مهم جداً لبقاء الساحة الفنية المحلية تحديداً ليقدم لنا الأصيل من الأعمال الطربية، صحيح دعونا نتخيل الساحة من دونه - بعيد الشر عنه -، يا الله تصدقون وقتها لن نسمع سوى أغانٍ مملة - مع احترامي لبقية الفنانين -، يا أخي حتى ظهور أبو نورة في الحفلات والمهرجانات المحلية والخارجية أحس أنه شيء مهم لنا كجمهور، ليش!

على الأقل ننصرف من سماع أغاني - الهياط - إلى أغاني الزمن الجميل، أغاني الناس العاقلة اللي تعرف ويش تقدم ومتى؟

بصراحة أنا معك في هـ الشيء، وأنا أيضاً معكم بس تعرفون فيه مشكلة عند فنان العرب.. ويش هي!

أتمنى أنه يتخلص منها في أقرب وقت على الأقل نستمتع نحن الجمهور بأعماله وأغانيه.. طيب ويش المشكلة!

ليش مستعجلين.. جاييكم في المشكلة (صبركم) بصراحة أتمنى من فنان العرب أن يلتفت إلينا نحن الجمهور وأن يتعرف أكثر على ما نحب سماعه، ولا سيما أن غالبيتنا من الشباب وبعضنا لم يتجاوز الثلاثين عاماً وبعضنا لا يعرف الكثير من أغاني فنان العرب وبالذات أن له في الساحة ما يقارب من نصف قرن، لم نعرف الكثير من أغاني الستينيات والسبعينيات وحتى إلى نهاية الثمانينيات، حظنا أننا بدأنا نستمع إلى فنان العرب بعد عودته في 1997 وبالذات بعد حفلات لندن لأنه قبلها ومنذ بداية التسعينيات توقف عن الغناء - كما يعرف الجميع - ولهذا فإن رمزنا الفني مقل جداً في إعادة وتجديد قديمه الثري.

أها.. عرفت المشكلة!

طيب ممكن أكمل كلامي؟

محمد عبده يا إخواني يملك أرشيفاً خطيراً جداً من أعمال تصلح بل وتتماشى مع عصرنا الحاضر.. يملك أغاني لا حصر لها.. يحتفظ بأعمال لا أعلم متى ينوي تقديمها!

نحن الآن في عصر تكاثر فيه الفنانون وبات كل فنان يقدم أعمالاً ليس لها علاقة بالفن.. المهم أن يكسب ود الشخص الفلاني وأن يحظى بلحن من الملحن الذائع الصيت.. ومنهم بكل أمانة فنان العرب الذي تراجع أداؤه الفني رغم أنه يملك لياقة عالية يستطيع أن يواجه وحيداً جميع الفنانين الحاليين.

طيب وين المشكلة!

المشكلة تكمن في أن فنان العرب لا يريد الإفراج عن قديمه لأسباب لا أعلم لماذا رغم أنه الفنان الوحيد عربياً الذي يشارك سنوياً في ما يقارب من خمسة عشر محفلاً ومهرجاناً ومع ذلك لم يشفع لنا نحن كجمهور أن يعرفنا من خلال أغانيه إلى كيفية ظهور الفن السعودي وبالذات ووفق ما أكد أبو نورة بنفسه أنه استطاع أن يلم الكلمة المحلية ويظهرها بشكل وطني وهو من استطاع إلى جانب الراحل طلال مداح أن يضعا الخطوط العريضة للفن السعودي ودائماً ما يرجع لنفسه هذا الفضل، وباتت هذه الحفلات ومنذ 97م أن تكون نسخاً كربونية مكررة لا يستطيع محمد عبده أن يطوّر من أدائه من خلال تقديم القديم، صحيح أنه في كل ثلاث حفلات يقدم عملاً متجدداً أو عملين في أكثر الظروف ولكن ليس هذا مطلبنا.

طيب ويش تتمنى!

حلو.. حلو..

في حال وصول هذه الرسالة إلى أنظار فنان العرب فسأقول له:

محمد عبده عرفناك فناناً نشطاً تحرص على الأغنية السعودية وتقدمها بالشكل الذي يليق بها وبسمعة هذا الوطن وهذا شيء نشكرك عليه بالرغم من أنه ضمن دوركم في إيصال الفن السعودي إلى الخليجية والعربية ومن ثم العالمية.

أنت يا فنان العرب قد تجهل الأعمال التي قدمتها في أوقات سابقة وبالذات في أوج عطائك ونشاطك رغم نشاطك الحالي ومعها فلا تلم أياً من جمهورك أو من منافسيك أن يصفوك ويضعوك في خانة فنان الأعمال المكررة.

لماذا لم تحاول أن تقدم وتجدد قديمك الذي في حال ظهوره سيكمل بها جميلك الفني.. هل لديك خطط إستراتيجية في توقيت هذه الأعمال؟

أم هل أنت غير راضٍ عن تلك الأعمال؟

أم أنك كسول في التنقيب والبحث عنها بين أرشيفك؟

أم أن هدفك في مشاركاتك الغنائية فقط تتركز في النظر إلى الساعة ومعرفة كم بقي على انتهاء الحفلة؟.. لا يعني أن تقدم بين كل ثلاث حفلات أغنية قديمة لتسكت بها الجمهور وترد على من يحاول أن يواجهك.. نعرف أنك فنان ذكي جداً بل ومخيف، وتعرف متى تقدم هذه الأعمال ومتى لا ونعرف أنك تحاول مماشاة الإيقاع الشبابي في الأعمال.. ولكن ما ذنب الكثير من جمهورك في أنك تكرر لهم ما سمعوه أكثر من ثلاثين مرة، هل هناك مشكلة إذا حاولت أن تقدم في هذا الصيف ومن خلال مشاركاتك في المهرجانات المحلية والعربية وفي بعض الدول الأوروبية ومن خلال كل حفلة عملين أو ثلاثة من قديمك... لا أعتقد أن هناك أي إشكالية في هذا.

طيب ويش رسالتك التي تريد أن توجهها إلى فنان العرب.

سأقول له.. يجب عليك - ومن حق جمهورك أن يطلب ما يشاء - أن تعيد النظر في ما تقدمه على خشبة أي مسرح وأن تبتعد الآن من التكرار - الممل - في أعمالك وأن تُرضي غرورنا في سماع ما لم نسمعه من قبل، أن تجتهد أكثر في اختيار الأعمال القديمة وأن لا تكررها في الحفلات القادمة.

دعنا نبدأ في هذا الصيف صفحة جديدة بأعمال راقية طربية وأن تحدد بعد أن تنهي قراءة هذه الرسالة على أقل تقدير اختيار عشرة أعمال من قديمك لإبرازها في صيف هذا العام.. صدقني ستقدر على هذا في حال فقط إن أردت هذا ولن يستغرق منك التفكير أكثر من ساعة وأن تعمل بروفاتها قبل أي حفل تشارك فيه.

أخيراً هل يستطيع فنان العرب الرد على هذه الرسالة وفقط على خشبة المسرح؟ ننتظر هذا!



starabha@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد