بعد الثانية والنصف وفي ذروة انصراف الموظفين من أعمالهم ووسط زحام السيارات في الشوارع الرئيسية تحت أشعة الشمس اللافحة؛ هناك أمر آخر يضايق قائدي السيارات وتلمح من بعيد بعض مؤشرات تدل على التبرم وعدم الارتياح، وما هي إلا دقائق وتصل بسيارتك إلى ذلك الموقع لتجد أن سيارة قديمة متهالكة تقل عدداً من العمال وقد تعطلت بهم وسط الزحام نظراً لارتفاع حرارتها واعتذارها عن تكملة المشوار، ويبدو أن أولئك العمال قد اشتركوا بقيمة السيارة خاصة وأنهم أصحاب مهنة واحدة وربما يعملون في اتجاه واحد، هذا لا يهم الآن، لكن الملاحظ أن كثيرا من هذه الموديلات القديمة تجوب شوارع المدن الرئيسية ومن دون صيانة ومع ذلك تحمل عدة العمال من السلم إلى بقية (السامال) وهي تعني عدة العمل عند العمالة الآسيوية، فكيف يكون حال سيارة عمال من هذه الفئة يستخسرون صرف ريال واحد في أي ورشة بالمملكة؟! ويبدو لي أيضا أنهم لا يريدون السيارة على أفضل من هذه الحال لأن كلا منهم لا يدري متى يسافر أو يتم تسفيره نظراً لمخالفاته المتراكمة التي يعرفها جيداً.
وفي بعض الدول العربية يحدد عمل مثل هذا النوع من السيارات بين الأرياف فقط بمعنى أنها لا تدخل حدود المدينة للتقليل من نسبة تلوث الهواء، وللحد من الإعاقات المرورية نظراً لكثرة أعطالها وتوقفها وسط الزحام، وللحفاظ على مستوى معقول من المظهر العام والحضاري داخل المدن.