تعتبر مجلة الهلال من أقدم المجلات العربية، فقد أسسها الأديب جرجي زيدان عام 1892م، في وقت كانت المكتبة العربية تشكو من شح وندرة في الورق والمطابع والكتاب، حيث مثلّت هذه المجلة الريادة في وقتها إضافة إلى مجلة أو مجلتين على مستوى الوطن العربي، بعكس الوقت الحالي الذي تعاني فيه المكتبة العربية من تخمة وتضخم في شتى مجالات الثقافة.
مجلة الهلال كانت مجلة شهريه مصوّره سنتها عشرة أشهر، وتعوض عن الشهرين الباقيين بكتب تهديها إلى المشتركين.
كتب الأستاذ - أحمد زكي في العدد الأول والثاني أكتوبر ونوفمبر 1909م، محرم وصفر سنة 1328هـ، فقد قسّم الرحالة فيه إلى قسمين أو فئتين فقد قال:
فئة قد تمكن أفرادها من دخول الحجاز بل من زيارة البقاع المقدسة والأماكن المطهرة ولكنهم لم يكتبوا عنها، أو إن كانوا كتبوا فمن باب الاستطراد ومن هذه الفئة:
1 - الثلاثة النصارى الذين رآهم نيبور في مكة. فقد روى أن ملاحاً إنجليزياً توجه إليها سنة 1175هـ (1760م) قاصداً أوروبا عن طريق القسطنطينية، وأن رجلا آخر أتى اليمن عن طريق مكة وركب البحر سرا إلى بلاد الهند، وأن جراحا فرنسيا ذهب إلى مكة لمعالجة أمير الحج بعد أن أعطاه القوم الأمان على نفسه وعلى دينه ولكنهم اضطروه في أثناء الطريق إلى الدخول في دين الإسلام.
2 - توماس كيت، وهو عسكري اسكتلندي أسره المصريون في محاربة الإنجليز محمد علي الأكبر بمدينة الإسكندرية سنة 1232هـ (1815م) ثم أسلم وانتهى أمره أن صار واليا على المدينة المنورة ثم قتل في حرب السلفيين في جزيرة العرب.
3 - توبال، إنجليزي في الجيش الذي حارب محمد علي في الإسكندرية أيضا، فقد أسره المصريون ودخل في الإسلام باسم (عثمان) وتمكن من الاستحواذ على كل أموال سيده المسلم وكان يجتهد في التوفيق بين القرن والتوراة والإنجيل .
4 - الكابتن جورج فورستر سادلير، فأنه ذهب إلى المدينة سنة1235هـ (1819م) رسولا إلى إبراهيم باشا القائد المصري، وامتاز على كل من عداه من الأوروبيين الذين دخلوا الحجاز بأنه بقي محافظا على زيّه الإفرنجي، ولكنه لم يقترب من أسوار المدينة. أرسلته شركة الهند الشرقية ليهنئ القائد المصري على انتصاراته ويعرض عليه مساعدة المراكب الإنجليزية، ثم عاد عن ينبع، وهو أول أوروبي اجتاز شبة جزيرة العرب من الشرق إلى الغرب.
5 - برتولوتشي، الذي كان قنصلا بمصر لدولة السويد، فقد ذكر ريشار بيرتن أنه أول أوروبي زار مكة، لكنه عندما وصلها تملكه الجزع والهلع فلم يتمكن من الدرس والبحث.
6 - الإنجليزي تينث الذي قال مالتزان عنه أنه ذهب إلى مكة سنة1280هـ (1863م) باسم الحاج (عبدالواحد).
7 - فيرّاتي، الإيطالي الذي لقي في سفره من الأهوال مالا يوصف، وفي آخر الأمر اعتنق الإسلام وتردد كثيرا بين مكة والمدينة وجمع له المسلمون أعانه تاجر بها، فأصبح من ذوي اليسار ومشاهير التجار.
8 - دوتي، الإنجليزي، فقد كتب في رحلته في الحجاز وما لاقاه من المشاق، ولم يزر أحد الحرمين، بل سيق إلى الطائف وإلى جدة في خطب طويل.
9 - في سنة 1300هـ (1882م) تمكن الدكتور الفرنسي مورسلي من الحج، وقد كان مقيما في الجزائر وهو من الأوروبيين الذين تمكنوا من زيارة الكعبة المعظمة، وكان قد أسلم إسلاما خالصا لا يعتوره أدنى ريب.
10 - ولا ننس شارل هوبر، فقد أقترب كثيرا من مكة عند عودته من حائل سنة 1302هـ (1884م) وشاهد الحرم وجباله عن بعد ثم تمكن بفضل مساعي خادمه من النجاة إلى جدة. (وهو مدفون بها وقبره موجود إلى الآن في جبانتها، وقد صوره كوتلمون بالفوتغرافيه وطبعة في رحلته).
الفئة الثانية هم الذين كتبوا عن الحجاز، وتحديدا عن الحرمين الشريفين، ودونوا ما شاهدوه في موسم الحج وما وصلوا إليه من المعلومات الصادقة أو البعيدة عن الحق:
1 - فارتيما، الايطالي، فهو فاتح هذا الباب لكل من أتى بعده من الأفراد، وكانت زيارته للحرمين في سنة 908هـ (1503م) في أيام السلطان قانصوه الغوري، وتسمى باسم (يونس).
2 - الفرنسي فانسان لابلان في سنة 968هـ (1568م).
3 - الألماني يوهان ويلد 1016هـ(1607م).
4 - الإنجليزي جوزيف بيتس في سنة 1101هـ (1680م).
5 - الإسباني باديا أي ليبش في سنة 1222هـ (1807م).
6 - الألماني اورليخ كاسبر سيتزن في سنة 1224هـ (1809م).
7 - السويسري جون لودويج بوركهارت في سنة 1230هـ (1815م)، باسم (الشيخ حاج إبراهيم) وقبره بقرافة باب النصر بالقاهرة.
8 - الإيطالي جوفاني فيناتي في سنة 1230هـ (1815م).
9 - الفرنسي ليون روش في سنة 1257هـ (1842م)، باسم (الحاج عمر ).
10 - الفرنسي دي كوريه في سنة 1257هـ، (1842م)، باسم(الحاج عبدالحميد بك).
11 - الفنلندي جورج أوغستس والين في سنة 1261هـ (1845م)، باسم (ولي الدين).
12 - الإنجليزي سير ريشار بيرتن في سنة 1269هـ (1853م)، باسم (الحاج عبدالله).
13 - الألماني هنريش فيرهوفن مالتزان سنة 1276هـ (1860م)، باسم(سيدي عبدالرحمن).
14 - الإنجليزي هرمان بيكنل في سنة 1278هـ (1862م)، بسم (الحاج عبدالواحد).
15 - الإنجليزي جون فرير كين، في سنة 1294 - 1295هـ (1877 - 1878م)، باسم (الحاج محمد أمين).
16- الهولندي كرستيان سنوك هورغرونية، في سنة 1303هـ (1885م)، باسم (عبالغفار) وهو صديقي ومن كبار المستشرقين ولايزال موجودا الآن عام 1328هـ الكاتب أحمد زكي
17 - الفرنسي جيرفي كورتلمون، عام 1311هـ (1894م)، باسم (عبدالله) وقد تعرف بي عند رجوعه إلى القاهرة وتفاوضنا الحديث كثيرا ولا يزال بقيد الحياة.[عام 1328هـ الكاتب أحمد زكي.
18 - السويسري الدكتور هيس في سنة 1328هـ(1910م)، ولا يزال باقيا إلى الآن ينفع بعلمه الواسع خصوصا فيما يتعلق ببلاد العرب وأهلها ولغتها، وهو من أعز أصدقائي ومن كبار المستشرقين، وهو آخر من دخل الحجاز من الأوروبيين عام 1328هـ الكاتب أحمد زكي.