ارتفاع أسعار النفط بصورة لم تصل لها تاريخيا في السابق، خلق حالة من الجيشان والغضب داخل المجتمع الأمريكي، لا سيما أنها تزامنت مع حالة الركود التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي.
هذا الاحتقان يحاول المرشحون للانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة أن يستثمروه بطريقة تخدم حملاتهم الانتخابية.
فقد طالعت تقريرا عن أزمة الطاقة التي رافقت ارتفاع أسعار النفط بثته إحدى محطات الأخبار الأمريكية, ذكرت فيه كيف يسعى كل من المرشحين للانتخابات الرئاسة إلى التلويح بوعود الفطام عن النفط الشرق أوسطي على رأس أجندتهم الانتخابية.
فالنائب الجمهوري (مكين) يعد بأنه سيضخ المزيد من الأموال بهدف تسخير المزيد من البحوث والتجارب الساعية إلى استبدال النفط بالفحم كمصدر أول للطاقة، ولكن التقرير أشار في الوقت نفسه إلى أن هذا الحل خيالي ومنقطع عن الواقع نتيجة لارتفاع تكاليف استخراج الفحم وصعوبة تأسيس بنية تحتية قابلة لهذا المشروع على المدى القريب.
أما بالنسبة للمرشح الديمقراطي (أوباما) فقد وعد أيضا أن يكثف البحوث عن زيت (الميثانول) المستخرج من الذرة كبديل مستقبلي مأمول.
حالة الجيشان لم تقتصر على الحملات الانتخابية كما يذكرالتقرير الإخباري بل تجاوزها إلى أن أحد أباطرة النفط في تكساس الذي جعل من أسعار النفط أزمة قومية بالنسبة للولايات المتحدة، ووصف حاجة أمريكا إلى النفط السعودي بأنه رضوخ للإعداء!! وأشار إلى أهمية تكثيف الدراسات فيما يتعلق باستثمار طاقة الرياح.
الذي يهمنا من هذا كله بأن اسم السعودية قد تكرر عدة مرات أثناء التقرير، بشكل لم يكن يحمل تصورا وديا عنها على الإطلاق، بحيث كانت تطرح على كونها التاجر الجشع الذي يمارس مناورته الاقتصادية على العالم.
هذا التجييش الإعلامي الذي سبقته الحملات الإعلامية التي كانت موجهة ضد المملكة في ما يتعلق بمصدر الإرهاب وصناعة الإرهاب، بالتأكيد سيمثل غطاء إعلاميا معتما يبرر ويسوغ العربدة الأمريكية في مياة الخليج العربي، من بارجات وفرقطات وآخر ما توصلت له مصانع الأسلحة الأمريكية الجهنمية التي تسعى إلى تجريبها على لحوم أبناء المنطقة.
هذا الغطاء الإعلامي يحمي السياسات الأمريكية (والرمز الأمبريالي الذي تمثله الأمبراطورية الأمريكية) بجوار منابع النفط من ضغوطات الحركات المناهضة للعنف والحروب, سواء على مستوى الشعب الأمريكي أو أمام المجتمع الدولي.
الحملات الإعلامية تسوغ وتبرر وتدعم التواجد العسكري الأمريكي جوار منابع النفط بهدف الحماية، كجزء من حماية الأمن القومي والاقتصاد الأمريكي.
بالطبع أمام هذا الجيشان العالمي محليا لا نملك هنا سوى الاتجاه نحو المزيد من المشاريع النبيلة والسامية التي تدعم موقف المملكة وتعززه على المستوى العالمي على غرار مؤتمر الطاقة العالمي الذي عقد في المملكة مؤخراً، والصندوق الذي سخره خادم الحرمين الشريفين لدعم جميع الدول الفقيرة والمحتاجة والمتضررة من ارتفاع أسعار النفط على المستوى العالمي، وجميع التحركات الدبلوماسية التي تدعم مواقف المملكة دولياً.