سمها مدرسة.. سمها أكاديمية.. سمها جامعة.. سمها كما تشاء ولكن تحت جميع المسميات تحتل صحيفة (الجزيرة) مكانة خاصة في تاريخ الصحافة السعودية.. مكانة الصحيفة الرائدة.. والصحافة المحترمة.. ومدرسة تخريج رؤساء التحرير.
لقد عملت بالصحافة قبل أن ألتحق بالكتابة في (الجزيرة).. وكنت محرراً رياضياً في أكثر من صحيفة منها (عكاظ) وغيرها.. ولكني ولدت أو حصلت على شهادة ميلادي كصحافي من (الجزيرة) عندما اختارني رئيس التحرير العملاق (خالد المالك) لأحرر زاوية أو عاموداً في (الجزيرة).
وكان الاتفاق بيننا أن أقدم شيئاً مبتكراً أو (مميزاً) في شكل عمود في حدود 500 كلمة يحمل تحليلاً أو تفسيراً أو إضاءة لمعلومة تحتاج إلى تفسير أو تحليل.. سواء كانت تاريخية أو آنية.. فنية أو سياسية.. داخلية أم خارجية.. ولأنني أعرف (جدية) المالك في عمله ورغبته الدائمة في الإجادة والامتياز فقد انهمكت في عملي وانقطعت له وسرعان ما بشرني رئيس التحرير بأنني حققت نجاحاً وتميزاً وهكذا اختارتني إدارة (الشرق الأوسط) لكتابة عمود الصفحة الأخيرة بجوار الكاتب الكبير (سمير عطا الله) ثم اختارتني الشركة السعودية للأبحاث والنشر لرئاسة تحرير (سيدتي) مع استمرار كتابتي لعمود (قهوة الصباح).
ولعلني تحدثت عن نفسي أكثر مما تحدثت عن (الجزيرة).. ولكني أردت أن أعترف بفضل هذه الصحيفة على شخصي المتواضع فأنا جزء من تاريخها وهي جزء من تاريخي.
ولم أكن الطالب الوحيد الذي تخرج من مدرسة (الجزيرة) فقد تخرج فيها أو منها (عثمان العمير) و(عبدالرحمن الراشد)، و(محمد التونسي) و(مطر الأحمدي) وغيرهم.. وهم كما ترى الآن من أعمدة الصحافة العربية بل والدولية.
ثم لا تكتفي (الجزيرة) بما أنجزت ولكنها تؤكد ريادتها وسبقتها عندما تعلن عن أرقام توزيعها.. فقد قدمت شهادة موثقة من الشركة الوطنية للتوزيع أن صافي توزيعها عن شهر يونيو الماضي بلغ 131 ألف نسخة وهو رقم لم يتحقق من قبل في تاريخ توزيع الصحف السعودية.. حسب معلوماتي.. ومع تمنياتنا ودعواتنا باستمرار النجاح والتقدم للصحيفة الرائدة دائماً.. لعلنا نجدها مناسبة أن تطلب وزارة الإعلام من كل الصحف إعلان أرقام توزيعها كما تفعل مؤسسة النقد وهيئة سوق المال بإعلان ميزانيات البنوك والشركات تحقيقاً لمبدأ الشفافية واحتراماً للقارئ والكاتب والمعلن والصحيفة معاً.. فبعض الصحف يتجاوز عدد صفحاتها وكتابها عدد قرائها.
تهنئة للصحيفة المحترمة.. ولكل العاملين بها.. اعترافاً من تلميذ نال شهادة تخرجه وميلاده منها.
جدة