دعائم الفكر نحو التطور ونهضة الأمة في تكامل المحتوى الأيديولوجي كمسار يؤسس حضارة لحمتها وسداها عمق روحي وفق وحي سماوي مُنزّل من الخالق عزيز الجلال، والفكر أو النظرية الأيديولوجية أساس للتطبيق وما بعدها من ممارسة وعمل، فهي حيوية في المعنى والقصد بالنهج الروحي والحس الوطني والقومي لا سيما حين يستمد الحس القومي واجب ومسؤولية التكليف؛ فالقرآن الكريم بلسانٍ عربي فصيح.
وهذا الحس يجب أن تميزه عزيمة وإرادة بمسؤولية المتابعة وفق كل ممكن يجدد المسيرة، ولهذا فإن كل أيديولوجيا محاطة بمخاطر الانزلاق من الشمولية المؤسسة إلى سراديب الحزب أو المذاهب مما يقصم روح التكامل ويبدد الجهد ويخلق النعرات.
كما أن إضفاء القدسية على مضمون النظرية سيحطم مفاصلها، ويسحق الهدف والفاعلية، لقد أودع الله المتعال في الإنسان عناصر ومقومات إنسانيته، ومنحه المقدرة على إدارة ما وهب، ومن أُسندت له مسؤولية وواجب بمثل أمة العرب والتشريف والتكليف فمن خلالها وبعزيمة المئات من ملايين المسلمين، وبما لهم من أمجاد لقادرون على وصل الجسور ما بين ماض وحاضر ومستقبل يتمنونه من خلال أيديولوجية تأخذ بالاعتبار منهاج التطور وفق نجاح لا يحتمل الفشل ويحقق لهم مكانتهم بين الأمم بقوة وعزيمة العمل.
إنها أمة تملك كل المعطيات التي يمكن من خلالها أن تحقق التقدم متى ما خطط له، وهو كفيل بنقلها من حال إلى حال، تُؤثّر به ومعه في صياغة تاريخها، والمشاركة بإيجابية يعتد بها بين الأمم، كما أن العلم وسيلة مجد فهو أساس لما ننشده من تطور، ولا نهضة بدونه، أيضاً الاقتصاد الموجه وفق مصلحة عامة له الدور المؤثر فيما نصيغه من معادلات سياسية أو عسكرية، وبهذا كله يتأكد مالنا من وجود تحترمه كل الأمم.
إن اختزال كل التمنيات التي لها من الماضي أمجاد يعترف بها الجميع، وتؤيدها قدرات من الحاضر سواء في الإنسان أو الأرض ومن خلال الأيديولوجية حين التطبيق لا أمل إلا بجد واجتهاد في التنفيذ على أن لا يكون على حساب النتائج، وألا نسجنها في فترة زمنية نظن أنها كافية ثم ندرك بعدها ما قد يعتريها من زيادة أو نقص، فلنعتمد على النتائج لتدفع بعضها البعض وفق محتوى كل نتيجة بعد أن نقف على الفشل أو النجاح وإدراك الأسباب لما تحقق من نجاح أو فشل.
إن ما سبق اجتهاد يؤكد أن النظرية المحكمة التي تعتمد على عناصر من ماضي الأمة وحاضرها وتطلعاتها وفق ما هي عليه من قدرة، وما هو متاح من تطوير لهذه القدرة وفق هدف محدد، بمعنى الانتقال بمضمون النظرية إلى حيز العمل والتنفيذ، وأن يقوم كل بدوره من مسؤول ومواطن، فالجهد من الجميع وعائده لهم وللوطن.
فإدراك أوضاع من حولنا بفهم يستوعب الأسباب وأن نستعيد مجداً لنا تؤكده حقائق التاريخ وما أنجزناه على مستوى التكليف وما هو أساس لتقدم من تقدم من أمم اليوم في مجالات عديدة. الطموح والإرادة وتحديد الهدف وسيلة ما نود.