الأسبوع الماضي ذهبت لزيارة سوق العليا للحاسوب (الحاسب الآلي) بمدينة الرياض، للتعرف على الجديد في السوق، وخلال جولتي لفت انتباهي ازدحام السوق بالزوار, ولاحظت التنافس الكبير بين العارضين لجذب المشترين، كما ولاحظت أن أغلب المحلات تركز على عرض أحدث ما وصلها من أجهزة الحاسوب المحمول بينما الحاسوب المكتبي (سطح المكتب) يتم عرضه على استحياء، كما أن معظم العروض الترويجية تتجه صوب الحاسوب المحمول والذي انخفضت أسعاره في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ مع الحفاظ على جودة المنتج وجاذبيته وتوفره بعلامات تجارية معروفة وبمواصفات عالية جداً.
وأكد لي بعض أصحاب المحلات أن حدة التنافس بلغت ذروتها بين الشركات على طرح الأفضل وبأسعار مناسبة جدا للمشتري، كما أن هناك تزايدا ملحوظا في استخدام الحاسب الآلي في الآونة الأخيرة لمختلف شرائح المجتمع، وأن هناك إقبالا على شراء الحاسب المحمول لدرجة قاربت أو حتى تفوقت على استخدام الحاسب المكتبي، وهذا التنافس خلق تنافسا سعريا جميلا من صالح المستهلك النهائي.
عدت للوراء للعام 2002م حيث قمت بعمل دراسة لسوق الحاسوب (الحاسب الآلي) في المملكة للتعرف على حجم السوق وخصائصه وفرص الصناعة المحلية فيه، وكان من أبرز نتائج الدراسة أن حجم السوق في حينه قدر بـ350 ألف وحدة (جهاز) وأن السوق ينمو بمعدل20 % سنويا، وكانت توقعات الدراسة أن تتزايد هذه النسبة سريعا خلال السنوات القادمة، كما أن الحاسوب المكتبي كان مسيطرا على ما نسبته 92% من حجم السوق، أما المحمول فكانت نسبة انتشاره بحدود 8%.
ومع مرور السنوات تغير الحال وتبدل تماماً فازداد انتشار الحاسوب المحمول على حساب المكتبي بشكل لافت، وتقدر الدراسات الحديثة أن حجم السوق في العام 2007 بحدود 1.2 مليون وحدة يمثل المكتبي 55% منها وقفز المحمول إلى 45%، والتوقعات تشير إلى استمرار النمو في العام 2009م ليصل المحمول إلى حدود 1 مليون وحدة متجاوزا نسبة المكتبي الذي يتوقع أن يبدأ بالتقلص تدريجيا. ما أود أن أخلص إليه، أن أحد أهداف الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة أن يزداد انتشار واستخدام الحاسوب الآلي في المملكة، وما ذكر أعلاه من نمو مزدهر للسوق مؤشر ايجابي للوصول إلى بلوغ الهدف، إلا أن هناك تحدياً كبيراً أمام الجميع وهو أن يتم نشر الوعي باستخدامه الاستخدام الأمثل لتعزيز الإنتاجية وأن يتم الحد من تأثيراته السلبية اجتماعيا.
fax2325320@ yahoo. com