باريس - الوكالات
أعلن في باريس أمس السبت في ختام قمة رباعية بين الرؤساء الفرنسي واللبناني والسوري وأمير قطر أن لبنان وسوريا اتفقا على تبادل العلاقات الدبلوماسية والسفارات. هذا الإعلان يأتي قبل قمة تعقد اليوم في العاصمة الفرنسية لإطلاق (الاتحاد من أجل المتوسط).
وجاء الإعلان الأول في هذا الصدد على لسان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ختام لقاء عقد في الاليزيه ضم أيضا الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس السوري بشار الأسد.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك بين القادة الأربعاء أكد كل من ساركوزي وسليمان والاسد الاتفاق على تبادل العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا. والمعروف أن البلدين لم يتبادلا التمثيل الدبلوماسي منذ استقلالهما عن فرنسا قبل أكثر من ستين عاما. وقال ساركوزي بالنسبة إلى فرنسا إنه تقدم تاريخي (بأن تفتح سوريا) ممثلية دبلوماسية في لبنان وبأن يفتح لبنان ممثلية دبلوماسية في سوريا.
وأضاف الرئيس الفرنسي (قد يكون من المستغرب أن أكون أنا من يعلن ذلك إلا أننا اتفقنا على تقديم الأمر على هذا الشكل) واصفا الأمر ب(التاريخي). وتابع ساركوزي (من الطبيعي أن يكون هناك عدد من المسائل القانونية التي تحتاج إلى تسوية).
من جهته قال الرئيس السوري (لا مشكلة لدينا في فتح سفارات بين سوريا ولبنان... إذا كانت هناك رغبة في لبنان بفتح سفارة فإن سوريا ليس لديها أي مانع بذلك وهي أكدته في أكثر من مناسبة).
وأضاف الرئيس السوري (اليوم تحدثنا في هذا الموضوع... وهناك خطوات قانونية ستتم بمبادرة من الحكومة اللبنانية) لتبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. من جهته أكد الرئيس اللبناني أيضا خلال المؤتمر الصحافي نفسه الاتفاق مع سوريا على تبادل التمثيل الدبلوماسي. وكان أعلن خلال الاجتماع بين الاسد وساركوزي أن الرئيس الفرنسي سيقوم بزيارة إلى دمشق قبل منتصف سبتمبر المقبل، في ما يبدو فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وحول هذا الاتفاق التاريخي أعلن نائب لبناني من قوى الأكثرية النيابية مساء أمس أن الاتفاق هو (إنجاز) للأكثرية المناهضة لسوريا. وقال النائب أحمد فتفت العضو في أكبر كتلة نيابية بزعامة سعد الحريري إن هذا الإعلان هو (إنجاز لقوى 14 آذار (الأكثرية) ولثورة الأرز).
من جهته قال النائب علي حسن خليل من حركة أمل المعارضة تعليقا على الاتفاق (هذا الأمر يتفق مع ما أجمع عليه المتحاورون في مارس من العام 2006 على طاولة الحوار) في إشارة إلى جلسات للحوار الوطني عقدت بين الأكثرية والمعارضة. ويعقد في باريس التي شهدت الإعلان عن هذا الاتفاق قمة تجمع أكثر من أربعين رئيس دولة من دول الاتحاد الأوروبي وحوض المتوسط، وتغيب عنها ليبيا. وكان الرئيس ساركوزي قد دعا إلى هذه القمة عندما كان في زيارة إلى المغرب لإرساء أسس (اتحاد اقتصادي وسياسي وثقافي) في المتوسط.