بتراجع 469.4 نقطة على المدى الأسبوعي أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم تعاملاته الأسبوع الماضي مغلقاً على 8998.28 بعد تراجع حاد في يوميه الأخيرين الثلاثاء والأربعاء. وشهد السوق بيعاً مكثفاً على معظم شركاته وبخاصة بعض القياديات منها كسابك وبعض الإسمنتات مما أدى إلى تراجع نقاط المؤشر وبالتالي تراجع جميع القطاعات ومعظم الشركات رغم أن النتائج المعلن عنها خلال الأسبوع جميعها كانت إيجابية وعلى رأس القائمة سهم مصرف الراجحي إلا أن قوة سابك وقوة تأثيرها على نقاط المؤشر أدى إلى تلاشي إيجابية إعلان الراجحي رغم ارتفاعه اليوم التالي لإعلانه ولكنه سرعان ما ساير بقية الشركات بعد تراجعها وتراجع المؤشر بعد البيع الحاصل على سابك والتي أغلقت على 130 ريالاً كاسرة أقوى دعومها عند مستوى 135 ريالاً، وكان مدى التذبذب بين أعلى نقطة وأدنى نقطة للمؤشر العام يساوي 590 نقطة تقريباً حيث كانت أعلى نقطة عند مستوى 9567 بينما كانت أدنى نقطة عند مستوى 8978 نقطة.
أهم أحداث الأسبوع الماضي
أهم حدث لفت انتباه المتداولين هو البيع المكثف على سابك رغم قوتها استثمارياً، وحدث آخر بيع صفقة لا تعكس سعر السوق على شركة الراجحي بعدد 2 مليون سهم بسعر 70 ريالاً رغم أن سعر السهم كان يتراوح بين 84-85 ريالاً، وقد يكون تفسير ذلك انتقال الأسهم من محفظة لمحفظة أخرى، إلا أن المتداولين كانوا يتطلعون لتفسير من الهيئة لمثل هذه الصفقات نظراً لتكرارها كما شاهدنا ذلك قبل عدة شهور في بنك البلاد في صفقة بسعر 107 رغم أن السهم كان يتداول على الشاشة بسعر 42 ريالاً وأيضاً لم يكن هناك تفسير من الهيئة لهذه الصفقة.
الأسهم الحرة والمؤشر الجديد!!
سبق وأن طبقت هيئة سوق المال نظامها الجديد حول تطبيق نظام الأسهم الحرة المتداولة فقط واحتسابها هي فقط على نقاط المؤشر، وقد استبشر المتداولون خيراً بهذا النظام أملاً منهم في استقرار المؤشر وعدم ضغطه بشركة أو شركتين من الشركات المؤثرة عليه، إلا أن الأمل بدأ يتلاشى بعد ما شاهدوا الأسبوع الماضي سابك وهي تضغط على السوق مما أدى إلى تراجع القياديات المؤثرة الأخرى ولم يروا التوازن الذي كانوا يتطلعون إليه متذكرين كل الأيام السابقة قبل تطبيق المؤشر الجديد وكأن شيئاً لم يكن.
المؤشر العام فنياً
- المتوسطات المتحركة، وأهمها متوسط 200 يوم وتتمة لما كتبناه عنه التقرير السابق والذي أكدنا فيه بأنه لا يعود المؤشر والسوق لإيجابيته ما لم يثبت فوق متوسط 200 يوم حتى لو تم اختراق نقاطه؛ والملاحظ أنه اخترق المتوسط يوم الاثنين ولكن لم يغلق فوقه مما أدى إلى تراجعه تراجعاً حاداً يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وبما أن المؤشر لا يزال تحت هذا المتوسط فإن السلبية لازالت قائمة حتى وإن حصلت ارتدادات داخلية بموجات فرعية، ويظل السوق سوق مضاربة حتى يثبت فوق نقاط المتوسط والتي تكون متغيرة يوماً عن يوم وهي تتراوح هذا الأسبوع بين 9530 وبين 9550 تقريباً وبهذا لا تتدفق السيولة الاستثمارية ما لم نر المؤشر مغلقاً ولأكثر من يوم فوق هذا المتوسط وبهذا ستظل سمة المضاربة مسيطرة على تداولات السوق حتى تبدو عليه إشاراته الإيجابية التي تستهوي المستثمرين الذين يرغبون الدخول لا المستثمرين القدماء.
المؤشرات الفنية
المؤشرات الفنية بشكل عام لازالت في انحناءاتها السلبية؛ كالماكد على الأسبوعي واليومي والار اس آي على الأسبوعي واليومي إلا أنه في مناطق متدنية ولكنه لم يعط انكساراً إيجابياً بعد وهو من أسرع المؤشرات وكذلك الاستوكاستك فلايزال في تقاطعه السلبي غم أنه على الأسبوعي أصدق منه على اليومي ولكنه يشير إلى قربه من الإيجابية نوعاً ما، أما مؤشرات السيولة فمنذ أكثر من أسبوع دخلت في السلبية ثم الاستقرار ومازالت ولا تعدو للإيجابية ما لم تعد إلى ما فوق 10 مليارات شريطة أن يكون ذلك في موجة صاعدة لا في موجة هابطة تدل على البيع أكثر من الشراء.
الترندات
لاحظنا أن معظم الترندات تم كسرها بل والإغلاق تحتها وآخرها الترند الصاعد الذي بدأ من 8818 ماراً بنقطة 8906 والذي عقدنا الأمل عليه كثيراً إلا أنه لم يصمد وكان كغيره من الترندات الصاعدة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كثافة البيوع الجماعية وبخاصة على الشركات المؤثرة إلا أن هناك ترنداً عرضياً يقع قريباً من نقطة 9820 تقريباً وهي ليست ببعيدة فهل يصمد حين التراجع أم يتحطم كباقي الترندات الأخرى؟
التحليل الأساسي المالي
يعتمد الكثير على التحليل الفني ويصب كل اهتمامه به ويغفل التحليلات الأخرى كالتحليل المالي والنفسي والسياسي وغيره، وسنتطرق للتحليل المالي وهو ما يعتمد على دراسة نتائج الشركات ومكررات أرباحها وقيمها الدفترية ومعدل النمو وغيرها وغيرها فمهما كانت سلبية التحليل الفني إلا أن التحليل المالي هو الأمثل وهو الأساس وما التحليل الفني إلا وسيلة معينة وتأتي في الدرجة الثانية بعده ومن هذا نستطيع القول بأنه مهما حصل من تراجع وتشاؤم في النزول وتحديد نقاط متدنية حسب التحليل الفني إلا أنها قد تتحول إلى الإيجابية حينما تكون نتائج الشركات المؤثرة إيجابياً، وحتى نهاية الأسبوع الماضي جميع الشركات التي نشرت إعلاناتها كانت إيجابية وعلى رأسها مصرف الراجحي، فهل تستمر الإيجابية في باقي الإعلانات وتؤدي إلى وقف نزيف التراجع أو على الأقل الثبات لتكوين قاع تجميعي جديد؟
نقاط الدعم والمقاومة ونقطة الارتكاز لهذا الأسبوع
لنقاط الدعم ونقاط المقاومة أهمية كبرى لمن يتابعها ويهتم بها سواء على المدى اليومي أم على المدى الأسبوعي ومن تابع التقارير السابقة يدرك ذلك جيداً ونقاط الدعم على المدى الأسبوعي لا على المدى اليومي هي:
النقطة الألى 8900 وهي ليست ببعيدة تأتي بعدها نقطة 8775 وهي نقطة مهمة ثم النقطة الأخيرة لهذا الأسبوع تقع عند 8600 وليس من الشرط الوصول إليها ولكنها تظل نقطة مهمة.
نقاط المقاومة على المدى الأسبوعي هي:
النقطة الأولى 9190 وهي نقطة من المتوقع الرجوع إليها على المدى الأسبوعي سواء يتخطاها المؤشر ارتفاعاً أم لا، تأتي بعدها النقطة 9384 وهي نقطة مهمة جداً تليها نقطة متوسط 200 يوم وهي تقع بين 9530 -9550 نقطة، أما نقطة الارتكاز فهي عند مستوى 9181 نقطة وهي تقع فوق نقطة الإغلاق.
الخلاصة العامة
المؤشر تراجع تراجعاً ليس بقليل بسبب نزول القياديات وبخاصة سابك التي لا تزال هي السوق، والسوق هو سابك ولهذا لابد من مراقبة نقاط سابك الأيام القادمة فجميع الأنظار تتجه إليها وبتراجعها ستتراجع نقاط المؤشر وبعض الشركات وبارتقائها ترتقي نقاط المؤشر وترتقي معها الشركات وثباتها يُبقي المؤشر في حيرة، ولكن قد يستغل المضاربون تحريك الشركات الخفيفة أثناء حيادية سابك وثباتها.
(*) محلل فني
alshahry55@hotmail.com