لا أستبعد أن تطل علينا مقدمات أخبار أسواق المال يوما وقد ارتدت لباس البحر، فجسم المرأة بات مقدما على كفاءة التقديم، ونوعية الأخبار. ترى من المسئول عن استغلال جسد المرأة في أماكن يفترض فيها الجدية والتركيز على الأرقام واتجاهات الأسواق المالية لا على مفاتن الجسد؟. عدوى مقدمات برامج المنوعات، والنشرات الجوية، (السوبر موديل) طالت نشرات الأخبار الجادة، ونشرات الاقتصاد.
بعض المحطات الفضائية بدأت مارثون الفوز بمشاهدي النشرات الاقتصادية من خلال مقدمات البرامج اللاتي يستعرضن أمام كاميرات التلفزيون ويتحركن بأسلوب عارضات الأزياء، وبطريقة لافتة يمكن من خلالها استعراض تفاصيل الجسم الدقيقة. سرطان قنوات الإغراء الذي قضى على ملابس الحشمة، وحمل الفتيات على تبديل نوعية ملابسهن بما يتوافق مع شروط الإغراء في قنوات الترفيه الماجنة، ضرب بعض محطات الأخبار الجادة، وحول استديوهاتها إلى مسارح مسابقات الجمال التي تشترط ارتداء المتسابقات ملابس خاصة، وتلزمهن بأسلوب الحركات الاستعراضية التي تخاطب الغرائز لا العقول!. مذيعة إحدى المحطات الفضائية حاولت وبطريقة فجة جذب أنظار المشاهدين لحركة ساقيها التي كشفت من خلالها عن الجزء الأعلى لما فوق الركبة!!!. يتساءل كثير من المشاهدين عن تخصص مخرجي استوديوهات الأخبار إن كانوا بالفعل مخرجي نشرات جادة أم أغاني ال(فيديو كلب) الفاضحة.
أتابع نشرات أسواق المال من خلال بعض القنوات الأجنبية، وأجد فيها الكثير من احترام المرأة وعقلية الرجل. من النادر أن تتقلص ملابس المذيعات السفلية إلى ما فوق الركبة؛ لا علاقة لذلك بالاحتشام، بل هو جزء من الثقافة المهنية التي لا تبيح لهن الظهور في اللقطات الجادة بملابس الإغراء. هم يعتقدون أن الملابس الفاضحة يمكن أن تهز ثقة متلقي الأخبار بالمذيعة ومحطتها التي يفترض فيهما الاحترام والجدية.
قد يبحث البعض عن مشاهد الإغراء في قنوات الأفلام، والموسيقى، إلا أنهم قطعا لن يفرحوا بمشاهدتها في برامج الأخبار الجادة، خاصة أسواق المال. أحد الخبثاء قال ربما استغل جسد المرأة لإشغال بعض المضاربين عن السوق في أوقات محددة ما يسمح للآخرين بحرية التصرف بعيدا عن سطوة كبار المضاربين!. وآخر تحدث عن علاقة المؤشر بحالة (المد والجزر) التي طالت ملابس المذيعات الرشيقات على وجه الخصوص.
قبل أن أتهم باصطناع المثالية، أعترف أنني ضمن مشاهدي عروض (أزياء أسواق المال الاستعراضية) بحكم الاضطرار لا الاختيار، تيمنا بقول الشاعر: (مكره أخاك لا بطل).
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244
f.albuainain@hotmail.com