من المؤكد أن تجربة إلغاء المركزية في اختبارات الثانوية العامة والتي طبقتها وزارة التربية هذا العام لم تطبخ على نار هادئة، فالوزارة كلفت المدارس بوضع الأسئلة وفق دليل مبني على أسس علمية وجدول مواصفات وكلفتها أيضاً بالتصحيح والرصد، ولم يدر في خلد الوزارة أن ثمة معلمين لم يطبقوا حرفياً تلك الكليمات الواردة في دليل الاختبارات ودليل وضع الأسلة وقوائم الأهداف، هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فتفاوت التصحيح من معلم لآخر ووجود أخطاء في الرصد وإدخال البيانات جعل الجميع يتساءل عن سر عجلة الوزارة في اتخاذ القرار والذي يرى كثير من التربويين أنه لو كان متدرجاً على مستوى إدارات التعليم لكان أفضل كمرحلة أولى ثم يطبق في المدارس فيما بعد لضمان نجاح التجربة.

عموماً ليس هذا هو محور حديثي اليوم فالوزارة - إن كانت نبيهة - ستكتشف أن النتائج تتفاوت من منطقة لأخرى بل من مدرسة لأخرى والمفترض أن النتائج تكون صادقة لأنها مبنية على أسس علمية موحدة. وما سأحدثكم به اليوم ليس تغريداً خارج سرب وزارة التربية والتعليم فلا زلنا نغرد مع السرب فوفقاً لصحيفة الوطن (عدد يوم الأحد 25-6-1429هـ فإن عدد من مديري المدارس الثانوية في منطقة الحدود الشمالية تم تكليفهم (عبر رسائل sms) بالعمل أيام الخميس والجمعة لإنهاء شهادات الثانوية العامة وبعد ليلتين من السهر المتواصل تحت سوط الحرص الشديد والحديث بلسان الوزارة فهذه تجربة أولى والكل يخشى الخطأ أقول وبعد ليلتين تفاجأ الجميع بأن الوزارة قد حدّثت برنامج معارف والذي تعمل من خلاله المدارس، وتم إبلاغ الجميع ليلة السبت بأن توقف طباعة الشهادات إلى حين وهذا هو التحديث الثالث في هذا الوقت الضيق!!

وبالطبع سيأتي من يقول إننا لم نكلف أحداً رسمياً، وهذا متوقع ولكن غير المتوقع أن يعمل مديرو المدارس في إجازة منتصف الأسبوع متطوعين دون أن يطلب منهم أحد ذلك.

ويبقى السؤال الملح: من يضمن لهؤلاء المديرين حقهم المالي، فأنظمة الخدمة المدنية تكافئ الموظف الذي يعمل خارج أوقات الدوام بمكافأة (خارج دوام)؟! فالأمر عند التربويين يصل أحياناً إلى حدود غير مقبولة في ساعات الدوام تصل في أحسن الأحوال إلى أكثر من عشر ساعات فمن يحفظ حق هؤلاء؟ فعلى وزارة التربية أن تصرف خارج دوام يومين لجميع مديري المدارس بالمملكة ليومي الخميس والجمعة والتي ذهبت جهودهم فيها أدراج الرياح حيث ألغيت جميع الشهادات في انتظار التعليمات فهل تفعلها الوزارة؟