لن يستطيع أحد أن يبرر حالة الوضع غير الطبيعي للشباب السعودي الذي يضطر إلى التجوال بين العديد من الأسواق التجارية علّه يجد منها ما يفتح له باباً، ولكن دون جدوى أو أن يكون قد أدخل ضمن مخططاته واحدة من محارمه تشفع له أمام الأبواب المغلقة.. يعني أصبحت المرأة مهما كبرت أو صغرت جواز مرور تسويقي لأخيها أو أي من أقاربها وفي الوقت نفسه لن يستطيع أحد أن يبرر بعض السلوك غير الطبيعي لبعض الشباب والذي يدفع دون شك الحريصين والغيورين على قيم المجتمع بالوقوف في وجههم وردعهم للحفاظ على ما نعتز من علاقة اجتماعية وقيم أصيلة.
نحن بلا شك أمام معضلة لا ننظر إليها عميقاً، بل نقف عند قشورها، هذا الوقوف الذي أدى إلى عقاب كل شاب أعزب، بل وكل رجل ليست معه امرأة حتى وإن كانت هذه المرأة لا يعرفها إلا كفاعلة خير يدخل بمعيتها. كيف وصل بنا الحال أن يقف الشباب خارج المراكز التجارية يستعطون أي امرأة مجهولة لتدخلهم إلى سوق تجارية فيها ما يحتاجون إليه من لباس أو غذاء أو جهاز أو ما يلزم؟! هل يعرف الواقفون على الأبواب هوية النساء اللواتي برفقة الرجال عندما يدخلون؟؟ هل أصبح الذهاب إلى سوق تجارية في حاجة إلى (سد الذرائع)؟! من الذي أوصلنا إلى هذه الحالة؟؟ هذا السؤال برسم وزارة التربية والتعليم التي عليها أن تدرك أن التربية تأتي أو لا.. والسؤال رسم العائلات الآباء والأمهات الذين من واجبهم ومن حق أبنائهم عليهم أن يزرعوا فيهم خصلة الحياء وبذرة حب المجتمع وغيرتهم عليه.. والسؤال برسم خطباء المساجد الذين من واجبهم أن يأخذوا بأيدي الشباب بعيداً عن التهويل والترهيب، ومن منطلق المحبة والاحتواء والهداية بالتي هي أقوم.
والسؤال برسم الشباب أنفسهم الذين عليهم أن يفهموا أنهم في بعض سلوكاتهم المشينة خاصة في ملاحقة ومضايقة أخواتهم في الوطن والدين هؤلاء عليهم أن يدركوا أن واحدة من هؤلاء الفتيات المتضايقات قد تكون أمه أو أخته أو إحدى قريباته، ثم إني أسألهم: لماذا حين يسافرون إلى بلدان أخرى جارة لنا أو بعيدة يغرقهم الأدب واحترام من حولهم، ويكونون قدوة لغيرهم؟ لماذا يتشيطنون هنا ويتسامون هناك؟
هذه الأسئلة، وتلك الجهات التي عليها أن تجيب عنها بصراحة وصدق لا تغني أبداً عن أن يتوقف استعداء الشباب للمجتمع ومراجعة هذه القرارات المجحفة بحق نفسياتهم، فهم يتمادون في بعض الشرور عندما يرون أنفسهم مرفوضين فيما هو حق لهم.. وتاليتها؟!!