الأخ العزيز الأستاذ الكبير خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
أود بكل التقدير والإعجاب أن أهنئكم - شخصياً - والزملاء في الجزيرة الغراء (مؤسسة وصحيفة) على الإنجاز غير المسبوق الذي تحقق لصحيفتكم والمتمثل في تحقيقها رقماً ضخماً في مبيعاتها واشتراكاتها بلغ أكثر من 131 ألف نسخة يومياً، وأود أيضاً وبكل الصراحة والوضوح أن أقول لكم بأن هذا الرقم كان مفاجأة ضخمة جداً لي - شخصياً - ولغيري - ربما - الكثير من المتابعين - الانطباعيين. وأرجو أن تضع تحت وصف - الانطباعيين - عدة خطوط، لأننا - فيما أعتقد - جميعاً مهنيين في ميدان الصحافة، وقراء لا نملك لتقييم الصحف المحلية سوى الانطباع المبني على المتابعة والمقارنة حيناً، وعلى الشائعات حيناً آخر، وعلى الدراسات التي تجريها بعض الجهات المبنية هي الأخرى على الانطباع والشائعة والحدس إذ لم يستطع مجروها - حتى الآن - من بناء دراساتهم على الأرقام الدقيقة الموثقة، وأنا واثق الآن أنه لا يضيركم لا من قريب ولا من بعيد أن انطباعاتي الشخصية عن صحيفتكم ليست قريبة من الرقم الدقيق والموثق الذي أعلنتموه، فمع أنني لم أكن أشك في نجاحها لكنني لم أكن أتوقع أنها بهذا الحجم (المذهل) من النجاح، وهذا يؤكد ما أعتقده من أن الانطباع الشخصي لا يصلح مقياساً دقيقاً خاصة في مثل هذه الأمور التي يجب أن تخضع لمقاييس علمية يتسيدها الرقم الموثق فقط، وهو ما فعلته صحيفتكم فقطع رقم توزيعها الموثق كل انطباع. وعلى طريقة المثل الشهير (قطعت جهيزة قول كل خطيب) يمكنني القول (قطعت الجزيرة نتائج أي انطباع أو توقع).
أيها الأخ الكريم: وأنا أهنئكم على النجاح أود أن أهنئكم على الجرأة غير المسبوقة في الإعلان والإيضاح، وهي جرأة - لاشك - تستند إلى الثقة بالنفس، وهي ثقة أعرفها وأقدرها منذ زمن بعيد، وقد تجلت أمامي شخصيا أثناء تأسيس صحيفة (الوطن) وإبان صدورها، عندما كانت (الجزيرة) خير داعم وأبرز مرحب، وأكبر محتف بها في وسطنا الصحفي المحلي فعندما كان آخرون، يتوجسون ويشككون ويحاربون كانت الجزيرة بلغة الواثق وفعله تفتح صفحاتها للترحيب والإشادة والدعم والاحتفاء بثقة ومحبة تتجلى نتائجها اليوم فيما أعلنتم من أرقام لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها بعد أن مهرها (محمد الخضير) بتوقيعه الذي هو توقيع شركة معظم الصحف المحلية المنافسة.
وأخيراً فإنني أؤيدكم وأؤيد الأستاذ محمد صلاح الدين في المطالبة بتعميم هذه (الشفافية) على جميع الصحف المحلية وحتى العربية التي توزع في أسواقنا. لكنني أرجوكم عدم (الإلحاح) في هذا الأمر، لأن أمام تحقيقه مشوار.. أرجو ألا يطول.. من التفهم حتى تتحقق القناعة المشتركة التي تجعل من هذا (الإفصاح) أمراً معقولاً سهل الاستيعاب، ومع أنه من البدهيات الطبيعية، فإنني آمل ألا ينتظر الآخرون حتى يصبح أمراً مفروضاً بقوة النظام، أو بقوة المعلنين. المطلوب منكم الآن - فيما أعتقد - شرح قناعتكم وفضائل ما فعلتم، وتوضيح انعكاساته الإيجابية، دون مطالبة الآخرين بفعله، فالقدوة تفعل، ولا تقول.
مع وافر التحية والتقدير.
* رئيس تحرير صحيفة الوطن سابقاً